لأول مرة تشهد مصر .. اول انتخابات رئاسية في العهد الحديث والقديم.. و الشعب المصري قادر علي اجتياز هذه المرحلة الفاصلة بانتخاب رئيس جديد يحقق رغبات الشعب وآماله بعد الثورة التي طالبت بالحرية والعدالة الإجتماعية وبملئ حريته وقناعته دون اية املاءات .. لتعود مصر لدورها الرائد والواعد و القيادى.. وذلك سيوثر بطبيعة الحال على الاشقاء فى جميع الدول العربية . ووصفت ألارآء السودانية انتخابات الرئاسة المصرية ب "الخطوة الحيوية" في مرحلة انتقالية يقودها الجيش اتسمت بالاحتجاجات والعنف والنزاعات السياسية . وأشارت الى تعهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى شئون البلاد بعد الإطاحة بمبارك في 11 فبراير 2011 بتسليم السلطة إلى رئيس جديد بحلول الأول من يوليو القادم . وأشارت الى أنه في حالة عدم حصول أي مرشح على 50 في المئة من الأصوات ، كما كان متوقع ، فستجرى جولة إعادة بين المرشحين اللذين يحصلان على أكبر نسبة من الأصوات يومي 16 و 17 يونيو الجاري. وقامت " مصر الجديدة" بإستطلاع آراء السودانيين المهتمين بأجواء الانتخابات في مصر : و قال محمد حامد تبيدي الكاتب الصحفي السوداني : نتمنى لمصر الإستقرار والأمن والنهضة وأن تعود لدورها الأصيل الإيجابي في قضايا الأمة وهمومها .. وتلعب في المرحلة القادمة دورا اصيلا في الملف السوداني والملف الفلسطيني وملف الصراع العربي الإيراني وأشار بصورة عامة أعتقد أن العملية الانتخابية سارت ولا تزال بنزاهة وانضباط وشفافية رغم أجواء التوتر والإنفلات والاتهامات والتدخلات الخارجية واهتزاز مناخ الثقة العام. فبالنسبة للرئيس الجديد أتوقع فوز مرشح الإخوان د.محمد مرسي بحكم قول الجماعة وما تعرضت له وقدمته من ثمن باهظ على مدى ستين عاما لكنني اتمنى ان يدرك الاسلاميون ان الواقع غير النظرية ، لا اقصد ان يتنازلوا عن مبادئ وقيم لكن ان يدركوا مكونات المجتمع المدني والدولي ومعطيات الدولة المدنية وطموحات الشعب المصري فيجتهدوا فيها. اعتقد ان المخاض العنيف الذي شهدته مصر منذ اندلاع الثورة وقدوم الربيع والثمن الباهظ الذي دفعه الشعب والانخفاض في مؤشرات الاستقرار والنهوض الاقتصادي واستقرار الاقتصاد والتجارة .. كل ذلك سيجعل الجميع في يقظة وحرص على مصر الجديدة ، ومهما اختلفوا واعتركوا فسيكون ناتج ذلك لمصلحة مستقبل زاهر نتمناه ونتوقعه لمصر. وقال تبيدي لابد للجهات المعنية برسم الإستراتيجيات في مصر ان تعيد فحص (الغباء الغريب والسطحية المكلفة) التي أدارت بها مصر ملف صراع الشمال والجنوب في السودان منذ 1955م وبخاصة بعد 1983م حيث وقفت مصر تتفرج في غباء وسذاجة وكل القوى المعادية لها تدعم التمرد بالسلاح واللوجستيات والمال والاعلام ومصر تظن أنها غير منية بذلك حتى وقع الفاس على رأسها ويحسب لها ان حاولت تفادي تكرار الخطأ في دارفور .. وكذلك على الاستراتيجيين اعادة تقييم الطريقة السطحية التي ادارت بها مصر ملف مياه النيل والعلاقة مع دولة المنبع والممر حيث ظنت ان بعض الوعيد والتهديد لإثيوبيا قد يجدي وما درت أن ذلك لن ينتج الا النقيض.. و نتمنى لمصر كل خير .
من جانبه قال نور الدين مدني نائب رئيس تحرير صحيفة السوداني :ارى انها تجربة ديمقراطية واعدة مهما كانت النتيجة " و ليس مهما من سيكون الرئيس ومن اؤيد فالمهم ان تنجح الممارسة الديمقراطية وتتعزز الحريات في مصر لصالح المصريين جميعا. معربا عن أمله ان تخرج مصر منتصرة رغم المخاوف المشروعة مشيرا انه من الصعب التنبؤ بمستقبل مصر الذي بدا يتبلور من جديد المهم ان تترسخ الحياة الديمقراطية وتتعزز الحريات ويحافظ شعب مصر على رصيده الذهبي من التعايش والسلام الاجتماعي.
وقال ياسر مختار رئيس تحرير جريدة " كفر ووتر" ان العملية الانتخابية كانت جيدة بكل المقاييس وعكست الثقافة العالية التي يتمتع بها الشعب المصري فضلا عن انها مهدت لتداول ديمقرراطي وسلمي للسلطة في المستقبل وأضاف :توقعاتي للرئيس الجديد بان يجد معاناة كبيرة بداية لكن ارادة المصريين ستتغلب في نهاية الامر. مشيرا ان المشهد السياسي في مصر مرتبك حاليا لكن بعد ان يستلم الرئيس سلطاته وتنفذ على ارض الواقع كل الامور ستعود الى نصابها بقوة القانون، اما بالنسبة للرئيس الجديد انا اتمنى ان يفوز رئيس غير مؤدلج ولا علاقة له بجماعة ... رئيس يكون رئيس فعلي لكل الشعب المصري .. وهذا لا يعني انني ضد وصول الاسلاميين للرئاسة لكن من مصلحة مصر ان لا يكون رئيسها عقائدي فضلا عن ان بقاء الاسلاميين في مركز التشريع افيد لهم ولبلدهم ومنهجهم.
أما قدورة عوض مدرس مادة الرياضات قال أنا سوداني لكن بما أننا أتكوينا بناز الإسلاميين أتمنى أن لا يخدع المصريين بالخطابات العاطفية.. كنا نتعشم فيهم الخلاص وتحقيق العدالة لكن للأسف لم نحصد الا الخراب والفساد.. واعتبر عوض عزة مصر من عزة السودان ، نسأل الله أن يولي علينا خيارنا ، وقال كنت أويد مرشح الأخوان ، لكن فشلهم في السودان جعلنا نتراجع ، معربا عن ثقته بوعي المصريين .. أشار عبود الخليفة الصحفي بجريدة أخبار اليوم السودانية الي أن الاوضاع في مصر بصورة عامة لها تأثير كبير على الأمة العربية والاسلامية وكذلك الدولية ومن الطبيعي أن تحظى الانتخابات فيها بالاهتمام العالمي ،، وفي تقديري أن العملية الانتخابية جاءت في اجواء صحية تؤكد تفاعل واهتمام الشعب المصري بفتح صفحة جديدة من الممارسة السياسية وحتى بعض الاحداث المحدودة التي صاحبت مرحلة الدعاية ثم الاقتراع لم تؤثر على ديمقراطية الممارسة الانتخابية وأستطيع القول أن مصر وشعب مصر تجاوز بجدارة الازمات المصاحبة للانتخابات في دولة فارقت مثل هذا العمل السياسي سنوات بعمر أجيال متعددة، من خلال متابعتي لاستطلاعات الرأي في الشارع المصري وقراءة ردود الافعال عبر الفضائيات والمنتديات الالكترونية فأقول أن الفريق أحمد شفيق هو الأقرب لقيادة مصر بالانتخاب لأول مرة رغم التأييد الكبير لمرشح الاسلاميين محمد مرسي، الواقع يقول أن المشهد السياسي في مصر الان تجاوز الاضطراب الذي كان سائداً قبل شهور من الانتخابات وفي تقديري أن الاحزاب المصرية ساهمت من خلال تنافس سياسي شريف ومبدأ قبول الآخر في تقديم نموذج ممارسة انتخابية جيدة أدهشت العالم الذي كان يتوقع انهيار الانتخابات نظراً لحالة الانفلات الامني التي شهدتها مصر في الشهور الاخيرة قبل الانتخابات ،، نامل أن تعود مصر في مستقبلها الى موقعها في قيادة الأمة ، واذا ما انتهت العملية الانتخابية الحالية بذات الهدوء والقبول بالنتائج فان مصر تستطيع أن تنعم بالاستقرار الذي يقودها الى قمة الهرم العربي والاسلامي بجانب التاثير الايجابي في السياسة الدولية .
في السياق أوضح محجوب عثمان الصحفي والكاتب السوداني انه من المحمود ان تدخل جمهورية مصر مرحلة الديمقراطية وان يعمل الشعب على اختيار حكومته بنفسة مشيرا انها ظاهرة صحية ولكن لابد من ان تصاحب التجارب الديمقراطية بعض الهنات التى يمكن تجاوزها بتكرار التجربة فى المسقبل. وقال محجوب : ومن المعروف ان الديمقراطية تحتاج الى التربية والرعاية كونها وليدا جديدا فى مصر .. وأضاف من المتوقع ان يكون محمد مرسي الرئيس القادم لحكم مصر هذه هو المرجح وبنسبة كبيرة ، وذلك لعدة اسباب اهمها ان الاخوان المسلمون لا يتورعون فى الاتيان باى تصرف فى سبيل تحقيق الغاية السياسية هذا بالطبع قياسا على تجاربهم السياسية فى كل البلدان الاسلامية التى تقلدوا الحكم فيها كما ان الاخوان المسلمون يتعاملون بفقه الغاية تبرر الوسيلة ومن هذا المنطلق لن تعوزهم الوسائل فى استمالة الشعب المصري... كما ان الشعب المصري نفسه سيكون منحازا للاخوان المسلمين رغم مرارة تجاربهم من واقع ان الخيار الاخر سيعيدهم الى نظام مبارك الذى انتفضوا ضده لان البديل حينها سيكون الفريق أحمد شفيق ، و بما ان الخيارات الان انحصرت بين شقى رحى وخياران احلاهما مر هما الاخوان المسلمين ونظام مبارك فان الشعب سيختار اقل الاضرار وفى هذه الحالة سينحاز للاخوان المسلمين كتجربة جديدة او على سبيل عدم تجريب المجرب المتمثل فى شفيق القادم من نظام مبارك. أشار ان ا لمشكلة المصرية الان تتجه الى المفاضلة بين الدولة الدينية والدكتاتورية وقياسا على تجارب الاسلاميين الفاشلة فى عدد من البلدان التى حكموها واهمها السودان والصومال وافغانستان نجد ان الاسلام السياسيى لا يستطيع ان يرتقى ابدا الى الاسلام كديانة فالثابت فى ادارة الاسلاميين لدفة الحكم انها ترتبط بكل ما هو بعيد عن الاسلام من تسلط وجبروت وفساد .. نتمنى ان يكون شعب مصر من الوعى بمكان لتلافى التجارب الفاشلة والا فابشروا بقوانين النظام العام وبيوت الاشباح والتجارة باسم الدين والجهاد ضد اسرائل ، اما النظام السابق فقد كرهه المصريون بعد ان ذاقوا ويلاته كثيرا ولهذا فان تكرار التجربة عبر احمد شفيق تبدوا بعيدة وان كنت استغرب حصوله على المرتبة الثانية فى الانتخابات وابتعاد عمرو موسي للمرتبة الخامسة عموما فان مصر موعودة بصيف قاحل فالخيار ان احلاهما مر .
من جهته أوضح عبد المنعم عوض سليمان المدير العام لموقع صحيفة ديانا الشاملة : ان العملية الانتخابية التي شهدتها مصر لاختيار الرئيس الجديد هي المرة الاولي في مصر بل في العالم العربي أجمع بعد ان سن جمال عبد الناصر أول سنة بفوز رئيس عربي بنتيجة (99.9) ، نشهد انتخابات نزيهة بحيادية مثالية تراعي كل المعايير والمقاييس الخاصة بانتخاب رئيس دون أن تعرف (هوية المرشح ) أو هويته . وقد أجمع المراقبون على نزاهة الانتخابات وإقبال عدد كبير داخل وخارج مصر على التصويت بقناعة كاملة بأن صوته له قيمة ولأول مرة . وبصراحة كل الأطراف بقناعة كاملة بما آلت إليه النتيجة .. وأشار ان واقع الحال كان مفاجأة لكل التوقعات والتيارات السياسية التي عملت باجتهاد وسط فئة الشباب خصوصا باعتبارهم فتيل وصناع ثورة التحرير ، كما أن نتائج الجولة الأولى التي أبرزت فوز التيارات الإسلامية على التيارات العلمانية كان مفاجأة لكثير من الدول أبرزها اسرئيل التي حاولت بالتشكيك في التدخل في عمل المراقبين والتي كان أبرزها تصريحات (جيمي كارتر ) الذي حاول الإدلاء بتصريح مرن ، في المؤتمر الصحفي الذي أقيم أخيرا في القاهرة دعيني اقتبس لك بعض أقواله في المؤتمر : "أقول إنها كانت بالنسبة لي مشجعة" مشيرا في الوقت نفسه إلى "قيود ... لم يسبق أن فرضت" على المراقبين ، وقال الرئيس الأمريكي الأسبق إنه لم يسمح للمراقبين الذين يعملون في المركز بحضور فرز الأصوات في مراكز الفرز الإقليمية ، وأضاف "لا يوجد لدينا ما يسمح بالتأكيد أن العملية الانتخابية بمجملها كانت صحيحة"، إلا أنه أضاف "بشكل عام لم تكن هناك أي إشارة تثبت محاباة مرشح بالتحديد" وقال سليمان : أما تأييدي الشخصي ودعمي الكامل ( محمد مرسي ) .. برغم فشل التجربة الإسلامية في السودان ، إلى أن ذلك يعزى إلى تشويه التأصيل الإسلامي الذي حاول الساسة السودانيين مزج السياسة بالدين. وحسب ما أشارت النتائج الأولية فوز محمد مرسي بنسبة (24.9%) وهو ربع الأصوات إجمالا . وأضاف ان الرؤية والمشهد السياسي في مصر حتى الآن غير واضحة ، برغم توقعات وتحليلات الكثيرين ، ويعود ذلك إلى كثرة الأذرع الخفية التي تحرك ميدان السياسة المصري ، لكن النتيجة والعملية الانتخابية التي جرت في مصر ونزاهتها وقوتها سيكون له الأثر جزئياً في تهدئة الوضع بصفة عامة . وقال ، الانفلات الأمني وضعف قوات الشرطة وعدم استقرارها ، وسيطرة الجيش السطحية على الشارع المصري ، أحداث بورسعيد ، والعباسية حقيقة دليل على سهولة الانفلات الأمني .بصورة عامة . وكلمة ( الشعب المصري حتى هذه اللحظة لا يعلم لمن يقدم ثقته ) .. وحول مستقبل مصر خلال الجمهورية الثانية : قال عبد المنعم : هذا هو السؤال الفعلي الذي حير كثيرين أستاذتي الجليلة لكن دعيني أوجزها لك في سطور قليلة : أ/ فجوة الدستور : لايزال هناك غموض في الدستور المصري لحدود صلاحيات الرئيس المصري ، ولا تزال معركة الدستور قائمة . الخلاف القائم في الدستور سيجعل (الرئيس المنتخب و مجلس الشعب والجيش وقوة الثورة المصرية في حالة تصادم دائم ،والموضوع يطول ، ويحتاج إلى وقفة وتحليل بصورة شاملة . ب/ فجوة قوات الشرطة المصرية ومعالجة الانفلات الأمني . ج/ علاقة الجيش المصري بالنظام بصورة عامة ، والخوف من حدوث انقلاب عسكري نتيجة للانفلات الأمني . إذا شلت المعارك الحياة السياسية وعطلت الاقتصاد واستمر القلق الأمني في ظل العجز عن إعادة تأهيل الشرطة وإعادة تنظيم صفوفها لتعود لممارسة دورها في ضمان الأمن ، هناك تخوف من حدوث إنقلاب عسكري الغرض منه عودة مصر إلى الاستقرار السياسي والاقتصادي . واشار الي ان د/ عبد المنعم ابو الفتوح في التيار الاسلام سيكون له اثر في الجمهورية الثانية ... في حال فوز المرشح الاسلامي معربا عن أمله دوام الاستقرار للشعب المصري وقال طلال اسماعيل الصحفي السوداني تعتبر هذه العملية الانتخابية مؤشر قوي على قيادة مصر في مسقبل ايامها للامة العربية والاسلامية ومنطقة الشرق الاوسط رغما عن الظروف التي تمر بها بعد الثورة التي اطاحت بنظام حسني مبارك، واتوقع ان يحكم مصر احمد شفيق رغم الهالة ومسعى التكتلات التي تصاحب مرشح الاخوان المسلمين.