تستضيف قاعة المسار بالزمالك أحدث معارض الفنان كريم القريطي تحت عنوان " العجل الذهبي " والذي تم إفتتاحه مساء يوم الأحد الماضي بحضور د.صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية ود.أشرف رضا، ود.عصام درويش ولفيف من الفنانين والنقاد والجمهور.تتميز الأعمال المعروضة بتناولها للكثير من المفاهيم السياسية والإجتماعية والدينية والتي أصبحت تشغل حيزاً مهماً من إهتمام ووقت أفراد المجتمع مثل ( الإستقطاب، علاقة الدين بالسياسة...( التي أدخلتنا في حالة من عدم الفهم والتخبط جراء كثرة المشاحنات بين الفرق والفرقاء، حاول من خلالها الفنان كريم القريطي التعرض لتلك الحالة المشحونة بصراع الأفكار والرؤى، والذي إستلهم فكرته من الإله أبيس أو (حابي عنخ) الذي يُعرف في الميثولوجيا المصرية بالثور المعبود في منطقة منف، ويعتبر أهم الحيوانات المقدسة في مصر القديمة، حيث يرمز للخصوبة والإنتاج، وتتجلى الطقوس التعبدية لذلك العجل حين يموت، حيث تُقام شعائر الدفن التي يُحنط خلالها ويتم إختيار عجل يخلفه بمواصفات محددة ليليق برتبته الجديدة كإله يُعبد، وهو ما عُرف لاحقاً في الديانات السماوية باسم العجل الذهبي نسبة لقصة موسى وبني إسرائيل.
ويقول كريم " أنه وبحكم جغرافية هذا الحدث التاريخي حاولت إعادة تمثيل ذلك المشهد القديم في قالب معاصر، داخل دوامة الأفكار والرؤى المتصارعة، فمنا مبصرين الطريق الواحد الذي تكشف لنا منذ اللحظة الأولى، ومنا السامريون الذين يريدون لنا السير في طريقنا القديم،
ومن ضمن الأعمال أيضاً لوحة تمثل إمتداد للوحة سابقة بعنوان "الوسواس الواعظ" والتي تُمثل الحوار بين موسى وفرعون في القرآن وهو ما أخذت نصوص منه وكتبتها على الكرسي في اللوحة، ذلك الكرسي الذي ظل في ثقافتنا العربية رمزاً للسلطة يوسوس للحاكم ويرشده للطريقالمنفرد بالعرش, في المقابل نجد طموح المحكومين في أن يتحول الكرسي من ذاك الوسواس الخناس إلى واعظ يُرشد الحاكم للعدل ".
كريم القريطي فنان شاب من مواليد عام1982، حاصل على بكالوريوس فنون جميلة من جامعة حلوان، إشترك بالعديد من المعارض المحلية والدولية بمصر والخارج كما له العديد من المعارض الخاصة، يُشكل الشارع المصري لديه مصدراً للإلهام وعنصر أساسي في تكوين أفكار لوحاته عبر دراسة وتحليل أحوال الناس وحالاتهم المزاجية والتي تنعكس بالضرورة على فنه ولوحاته العملاقة والغير تقليدية والتي تذكرنا كثيراً بتقنيات وأساليب التصوير الفوتوغرافي.