نجا سلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان من موت محقق عقب اندلاع حريق ضخم بمقر إقامته بحي "العمارات" في جوبا أمس الأول ، وفيما قضت النيران على مقر مكتبه بالكامل وحرق دبابتين بالمنزل ، تدافع الآلاف من الجنوبيين إلى مكان الحريق وهبوا لمعرفة أسباب الحريق. وذكرت تقارير صحفية، ان السلطات التي سارعت بمعاونة حرس سلفاكير إلى إخلاء الرئيس إلى مقر آمن ، وتم فتح تحقيق رسمي في الحادثة. وقالت المصادر في تصريحات أولية: "إن الحريق اندلع بمكتب الرئيس الملحق بمقر إقامته في تمام الثامنة مساء يوم الخميس الماضي"، ولفتت إلى أن التحقيقات الأولية تشير إلى تسبب "سيجارة" أحد الحراس في الحريق، فيما ذكرت مصادر أخرى أنه وقع بسبب التماس كهربائي. ونوهت المصادر إلى عدم وقوع إصابات أو وفيات في الحادثة، في وقت سحبت فيه فرقة الأمن الرئاسي الخاصة بالرئيس سلفا كير الدبابات وعربات الحراسة والمدافع وأجهزة للقناصة المنصوبة على مقر إقامته وأخلت مخزنا للسلاح ونقلت براميل للوقود لخارج نطاق المنزل. ومن جهتهم ، ذكر شهود عيان ، أن الحريق وقع جراء تماس كهربائي بعد اشتداد الضغط على أجهزة التوليد الكهربائية الملحقة بمنزل الرئيس. وتسبب في إتلاف أوراق ومسودات ووثائق سرية للغاية، وقضى بصفة واسعة على كل محتويات المكتب وأجهزة حاسوب خاصة بسلفا كير وانتقل لأجزاء واسعة من المنزل والمنازل المجاورة بينما بذلت فرقة الدفاع المدني بمطار جوبا مجهودات جبارة لمحاصرة النيران ومنعها من القضاء على بقية المنزل . من جهته، قال د. برنابا ماريال بنجامين الناطق باسم حكومة الجنوب, إنه لا يوجد دليل على التخريب، وأكد أن الرئيس وأسرته كلها آمنة وسليمة، ودعا المواطنين لعدم نشر الشائعات حول وقوع الحادث.. وفي سياق آخر، وجه آرثر أكوين وزير مالية دولة جنوب السودان الأسبق، اتهاماً صريحاً لباقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية باختلاس مبلغ 30 مليون دولار، ودعا إلى محاسبته بتهمة الفساد ومساءلته عن مصير تلك الأموال. وقال آرثر خلال مؤتمر صحفي بجوبا أمس، إن محاكمة باقان أموم ضرورية لاستيلائه على عشرات ملايين الدولارات وتحويلها إلى حسابه الشخصي. من جانبه، نفى باقان أموم الاتهامات الموجهة إليه وقال إن ما ذكره أكوين مجرد كذب وافتراء. وأضاف أنه لم يتسلم من أكوين أي مبلغ، وأشار إلى أنه سيبلغ الرأي العام بكل الحقائق، فضلا عن عزمه اتخاذ إجراءات قانونية في مواجهة وزير المالية الأسبق تتعلق بتشويه السمعة. وعلى صعيد الحادثة، لم يستبعد المحلل السياسي ديفيد شان أن تكون هناك أياد خفية وراء الحادثة، منوِها ، إلى أنه شاهد بنفسه الحريق ، وقال : "حضرنا ووجدنا ألسنة اللهب تتصاعد ، وعلمنا لاحقا أن الرئيس وأسرته غادروا المنزل" . ورأى شان أن الحادثة تحمل كثيرا من علامات الاستفهام، ولا يستبعد أن تكون مدبرة، ومضي قائلا: "اغتيال سلفا كير صعب لحد بعيد ، لكن تدبير محاولة لقتله بهذا الحريق قد تكون واقعية" وأضاف أن الدولة بأكملها لا تملك جهازا أو وحدة متطورة للدفاع المدني ، وربما كانت الحادثة مقصودة لتصفية سلفا كير تحت غطاء حدوث حريق". وأشار شان إلى روايات مختلفة وسط الجهات الرسمية، ورفض الاعتماد على نتائج التحقيقات "لأنه لا يعتقد أن جوبا تملك مقومات وحدة أدلة جنائية خاصة داخل الشرطة يمكنها أن تقوم بعمل مميز".