هيلارى وطنطاوى وتعاون يثير الجدل أثار تمسك المجلس العسكري المصري بزمام السلطة لمدة طويلة ومماطلته في نقلها إلى المدنيين، تحركات شعبية ساخطة في الداخل وانزعاجا لدى واشنطن التي حذرت من احتمال وقوع اضطرابات جديدة. ويمكن القول إن صبر إدارة أوباما إزاء دعمها المجلس العسكري قد نفد وأخذت تشدد لهجتها التي برزت بإعراب مسؤولين أميركيين "عن قلقهم أمام عدم التوصل إلى نقل السلطة إلى المدنيين ما قد ينسف صلب وفحوى ثورات "الربيع العربي". وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" أن تغيير اللهجة يعد أمرا صعبا بالنسبة لواشنطن التي تحاول الحفاظ على روابط عسكرية وعلى مصالحها في المنطقة وبشكل خاص ضمان السلام مع إسرائيل. غير أنها تأمل أيضا بالفوز بثقة المعارضة المصرية مع تجنب الكشف تماما عن تأييدها لانتقال الحكم في البلاد من "عسكري" إلى "ديمقراطي". وأعرب شادي الغزالي حرب، وهو ناشط برز في أحداث الثورة المصرية، عن اعتقاده بأن الولاياتالمتحدة في هذا الشأن تسعى إلى خدمة مصالحها الخاصة بضمان علاقات جيدة مع الحكومة التي ستأتي دون المخاطرة بعلاقاتها بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية. ويذكر أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كانت قد حذرت المجلس العسكري المصري، مشيرة إلى أن بقاء الأوضاع كما هي عليه أي وضع البلاد تحت حكم مجموعة من المسؤولين غير المنتخبين سيؤدي إلى اضطرابات لاحقا. واللافت أن تغيير اللهجة الأميركية جاء في نفس الوقت الذي أخذ أوباما يبذل فيه الجهود للتصدي لنهوض أي شعور معاد للولايات المتحدة والوصول إلى الاتصال بقيادة المعارضة المصرية من منظار سياسي. وفي إطار هذه الجهود التقى أوباما بوفد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين ما تعتبره بعض الأطراف تحركا أميركيا لكسب رضى جانب سياسي قد يلعب دورا هاما وحاسما في مستقبل البلاد. ولا شك في أن محاولات المجلس العسكري الحفاظ على السلطة والامتيازات التي تتمتع بها حاليا ولدت لدى واشنطن تساؤلات كثيرة.