الدكتور نصير الحمود أكد المستشار للشؤون الدولية لجمعية اللاعنف العربية الدكتور نصير الحمود ان الثورات العربية تجسد استحضار العرب لتاريخهم العريق . وأضاف الحمود في تصريحات اليوم لصحيفة الرافدين العراقية تتسم هذه الثورات بالطابع الوطني الممزوج بمحاولة استرداد هذه الشعوب الحضارية لكرامتها عبر استحضار تاريخها والتفكر بما آلت اليه أحوالها بالمقارنة مع الأمم الأخرى التي كانت تتخلف عن ركبها.
واشار الحمود ان هذه الشعوب التي قيدت حرياتها وغيبت ارادتها أرادت الوصول لنقطة التحول التي يمكن على أساسها أن تساهم ببناء دولة عصرية ذات طابع وطني وآفاق قومية تستجمع عناصر القوة وتنبذ الخوف والضعف وتستعين بذاكرتها التاريخية لوضع حدود لمن يريد أن يعتبرها فوائض بشرية لم تستطع احداث أي تغيير منذ تحقيق استقلالها عن المستعمر في أواسط القرن الماضي.ساهمت الثورة التكنولوجية والمعرفية في تفتق أذهان الجيل الجديد من الشباب الذي نفض عن كاهله شعارات فضفاضة أطلقت من قبل قيادات شمولية واعتقدت الأجيال السابقة أن تلك الشعارات تجسيدا لتطلعات ومستقبل الأوطان وأبنائها غير أن استفحال الظلم والفساد كان بمثابة القشة التي قصمن ظهير تلك الأنظمة المتهالكة التي لم تبذل ما يحقق صالح شعبها فيما كانت زبانية محدودة تستفيد من ثروات الأوطان المسلوبة في شكل جديد من أنماط الاستعمار الذي كبل البعد الثقافي ايضا لينحسر الابداع والشعر والأدب والفن ايضا لصالح نخبة واحدة هي من تمتلك المال ولو كان سبل الحصول عليه ملتوية.للمرة الأولى منذ عقود طويلة توشك الشعوب العربية على صناعة تاريخها بنفسها، فقد ظل عبر التاريخ تحت وطأة حكم القوي المسيطر، لكنها لم تختر ابدا على مدار تلك الفترات الطويلة من يحكمها، وهي تعتقد بان الوقت قد حان لذلك. هناك من يرجح أنه واحدة من الاسباب الجوهرية التي قادت الاوضاع في تونس و مصر و ليبيا و سوريا و اليمن الى ماآلت إليه، هو إفتقار هذه البلدان الى خطط تنموية علمية وعملية.