يسود الهدوء الحذر منطقة نهر الوزاني في جنوب لبنان وذلك بعد يومين من خرق الجيش الإسرائيلى للأراضى اللبنانية ؛ فقد وصل الأربعاء 15 جنديا لبنانيا إلى المنطقة حيث تصدوا للقوات الإسرائيلية بنيران الأسلحة الرشاشة. وقد تم رصد تكثيف لدوريات جيش الاحتلال الإسرائيلي والمدرعات على طول الخط الحدودي المشرف على نبع الوزاني ومجرى النهر والمنتزهات وتولى الجنود الإسرائيليون المراقبة بمناظير ركزت على آليات مدرعة فيما أبقى الجيش اللبناني نفسه مستعدا لمواجهة أية تطورات. كانت عناصر من سلاح الهندسة في الجيش اللبناني قد أجرت مسحا ميدانيا لمنطقة منتزهات الوزاني وخاصة النقطة التي وصلت إليها العناصر الإسرائيلية خلال اجتيازها لنهر الوزاني وعملت على تحديد مدى الخرق الإسرائيلي وعمقه واستمعت لأقوال شهود عيان مدنيين. بدورها أرسلت قيادة القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان ؛ وفدا من الضباط إلى محورالوزاني ، وقد التقت القوات الدولية بضباط دوليين عاملين في القطاع الشرقي اطلعوا منهم على الوضع الميداني بشكل عام وتفاصيل الإشكال الذي حدث بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي في منطقة الوزاني وقام الوفد بجولة ميدانية بين الوزاني والعباسية. وشوهدت الأربعاء ورشة فنية إسرائيلية مزودة بجرافة وحفارة تحميها ثلاث سيارات مصفحة لتعمل على رفع سواتر ترابية وإقامة دشم وتحصينات بمحاذاة السياج الشائك الفاصل للطرف الشمالي الشرقي لبلدة الغجر المحتلة كما تم إنشاء ورشة أخرى بهدف إقامة تحصينات مشابهة داخل موقع رويسة العلم المشرف على قرى العرقوب. وكانت مروحيات إسرائيلية قد حلقت الأربعاء في أجواء مزارع شبعا المحتلة في حين حلقت طائرة استطلاع دون طيار فوق خط التماس بين المنطقتين المحتلة والمحررة إنطلاقا من محور مزارع شبعا وحتى قطاع الغجر والوزاني ولفترة زادت على الساعتين.