في كل دول العالم يتم تاهيل الدبلوماسي في معاهد خاصة او بعد خدمة في اجهزة الدولة و اكتساب الخبرة في العمل الدبلوماسي و الجماهيري, و لا يتم بعثه الا بعد اجتيازه الاختبارات اللازمة ليكون محل ثقة للعمل في البلاد الاخرى لتمثيل بلده . و من اهم مميزات الدبلوماسي ان يتسم على اقل تقدير ببعض الذكاء و الفطنة لا ان يكون كالببغاء يردد بعد طول حفظ ما اسعفه عقله الضئيل على حفظ شيء من الشعارات و بعض المعلومات الهزيلة, كما انه و حتى بعد اختيار الدبلوماسي للعمل و تمثيل بلاده في الخارج يخصع لمراقبة سلوكه و تصرفاته, فالسلوك السيء و التصرفات الغبية اللامسؤولة تسيء الى سمعة البلد الذي يمثله, اما ان يكون التعيين و التوظيف في السلك الدبلوماسي قائم على الواسطة و المحسوبية ففيه وجهة نظر, و لكن ان يتم التعيين على اساس المحسوبية و يكون هذا الموظف يتمتع بذكاء اقل من ذكاء و فطنة طفل في المرحلة الابتدائية فهذا والله لا نظر فيه و لا يجوز .كما ان وسائل الاتصالات الحديثة من الانترنت و الهاتف النقال و خلافه وجدت لتسهيل عملية التواصل , و لكن البعض من الدبلوماسيين و حتى الاداريين في السفارة الفلسطينية في بكين لا يؤمن بهذه الوسائل للتواصل مع الجالية هنا في الصين, التي هي من اسباب وجودهم , فاذا كان للطالب سؤال او قضية فعليه الحضور الى السفارة شخصيا , و لا يقبل من المراجع اي اتصال هاتفي او عن طريق الفاكس .......فلا يوجد بريد الكتروني للسفارة و الرسالة عن طريق الفاكس لا تصل سبحان الله اما البريد العادي فحدث و لا حرج , و اذا حصلت على بريد الكتروني لاحدهم و راسلته يجن جنونه , فالمطلوب دائما من الطالب الحضور الى السفارة , ظنا منهم انهم يرهبون الطلاب بهذه الطريقه و ايضا لكي يمل الطالب و لا يحضر سواء لبعد المسافة و التكلفة العالية حيث لا يخفى على احد ان الصين دولة عظيمة المساحة . و عدم استخدامهم هذه الوسائل للتواصل مع الطلاب انهم لا يقرءون او لا يفهمون ما يقرءون او لا يفقهون ما يسمعون ما يقوله المراجع, فاستخداماتهم لهذه الوسائل الحديثة تنحصر لاغراض الشات و التعارف و خلافه الذي لا يخفى على احد . اما عندما يتلقون دعوة على الطبيخ , يستعيدوا نشاطهم و تزداد طاقاتهم و تعلوا همتهم بل و مستعدون للسفر لالاف الاميال تلبية لدعوة الطبيخ و هذه من اهم انشطتهم الوطنية , فكل واحد منهم يعتبر نفسه مناضلا بل و صاحب تاريخ نضالي في الطبيخ طبعا و في غيره بلا شك . و مع انهم لا يتميزون بالذكاء و لا الكفاءة و لكن و الحق يقال الغدر و المكر صفة سائدة عندهم , فيقومون بكتابة الرسائل و الكتب و حفظها في ملفات خاصة عندهم لاستخدامها عند الضرورة لحمايتهم من اية شكاوي ضدهم , و هم متمرسون في ذلك , و كذلك يقومون باخفاء و اشدد هنا على كلمة اخفاء و عن عمد الوثائق عن اصحابها و يدعون عند سؤالهم انهم قد بعثوها لاصحابها , و هم بذلك يتعمدون الكذب و يعتمدونه كسياسة يعتقدون انها تحميهم من العقاب, و يؤكدون كذلك ان كل الشكاوي ضدهم كيدية و انهم اناس لا يخطؤن فهم من اصحاب العصمة!!! هم فعلا من اصحاب العصمة و لكن في الطلاق فقط و هذا ايضا محل شك, فالله خلق الانسان مخير لا مسير و هم مسيرون , تسيرهم اهواؤهم و شهواتهم, و القاعدة السائدة عندهم انهم يجب ان يستغلوا جهدهم و وقتهم اثناء فترة وظيفتهم الحكومية لجني المال فقد لا تتكرر الفرصة و قد يتم ركنهم على الرف كما حصل مع غيرهم دون الحاجة هنا لذكر اية اسماء, و عليه فهي فرصتهم لجني اكبر قدر من المكاسب الشخصية" خلا لك الجو فغني و اطرب***و خرب ما شئت ان تخرب", فهم يعلمون انهم قد ينالون بعض الاحترام من بعض الناس اذا كان لديهم المال خصوصا بعد ان يتم ركنهم على الرف كاحالتهم على التقاعد المبكر او حتى الاستغناء عنهم و طردهم " حياك ما لم تكن ترجو تحيته***لولا الدراهم ما حياك انسان" , اما ان يكونوا بلا مركز وظيفي و بلا مال فهذه و الله اكبر الكوارث بالنسبة لهم , فهم يعرفون حق المعرفة بان الناس عموما لا تحترم هذه الفئة المرتزقة" فلو لبس الحمار ثياب عز***لقال الناس يا لك من حمار" ,و قال شكسبير"للزنابق الفاسدة رائحة اشد فسادا بكثير من الاعشاب الضارة" , فهؤلاء لا يميزون بين الخير و الشر و لا بين الحق و الباطل, و ينصرون الظالم بل و لا يستحون من ذلك , فالجهل راس مالهم و العلم و العفة و الكرامة صفات ضارة خبيثة لا يحبون ان يتصفوا بها , و للحقيقة بهم لا يستطيعون," فالعالم يعرف الجاهل لانه كان جاهلا, و الجاهل لا يعرف العالم لانه لم يكن عالما" , فالبخل عندهم جود و الظلم حق و الاستهزاء بالناس فكاهة و فطنة, و يخطرني هنا طرفة لجحا مع اناس من شاكلة هؤلاء" كان جحا راكبا حماره حينما مر ببعض القوم و اراد احدهم ان يستهزء به, فقال يا جحا لقد عرفتك من حمارك و لم اعرفك , فقال له جحا :هذا طبيعي لان الحمير تعرف بعضها" , و النفاق سيد الاخلاق عندهم, و بخلهم بالقيام بواجبات وظيفتهم من اهم مميزاتهم ,"و قوم اذا استنبح الضيفان كلبهم***قالوا لاحدهم بل على النار...فيمسك البول شحا لا يجود به***و لا يبول لهم الا بمقدار", فالخداع و المكر من شيمهم و اخلاقهم بالرغم من كل ما يروجون له من تقواهم و صلاتهم يوم الجمعة, و كان الفرض هو فقط ركعتين يوم الجمعة امام الناس , و ينطبق عليهم القول العامي في فلسطين" ادي الفرض و هز الارض" , و لكن فرضهم فقط يوم الجمعة و امام الناس , و ينطبق عليهم قول الشاعر : لماذا نصلي لرب الخليقة***و يقتل فينا الشقيق شقيقه...و هل يقبل الله منا صلاة***اذا ما عصيناه كل دقيقة...نصادق طول الحياة الخطايا***فلا بارك الله تلك الصديقة...بالف قناع نغطي الوجوه***فخبرتنا في التخفي عريقة , و نفاقهم الذي لا يخفى على احد و حجتهم بان الله خلق القلب متقلبا فثباته على حال واحد مخالفة لارادة الله , سبحانه و تعالى عما يعتقدون , فهذه اخلاقهم و تلك طباعهم , و صدق القائل: " اذا كان الطباع طباع سوء***فلا ادب يفيد و لا اديب " . اما المسؤل الاول في السفارة و الذي لا يفعل شيئا لاصلاح هذه الفئة, فقد اختلفت الاراء حوله , فالبعض يعتقد بانه ذو شخصية ضعيفة لا حول له و لا قوة يخافهم و لا يجرؤ على الكلام معهم, و البعض يعتقد انه من نفس صنفهم بل و يدافع عنهم , و اخرون يؤكدون انه لا يدري و لا يعلم ما يدور حوله في تلك المؤسسة , و كل هذه لا تعفيه من المسؤلية بل و يتحمل قسم كبير منها لانه" اذا كان رب البيت فالدف ضاربا***فشيمة اهل البيت كلهم الرقص" , او قول احدهم :" اذا كنت لا تدري فتلك مصيبة***و ان كنت تدري فالمصيبة اكبر" , او قول حكيم: " و اظلم من الظالم من يساعد الظالم على ظلمه" . اما من يدعي انه رئيس الجالية علما بان الطلاب هم اصل الجالية هنا في الصين لا يعرفونه و لم يسمعوا به او باسمه من قبل , فلا ادري اهو من صنف نفسه كذلك و هذا دليل على مرض نفسي مستعصي العلاج, ام انه لتفاهته و لنفاقه منت عليه السفارة هذه الصفة و هي كما هو معلوم لا تملك الحق في ذلك , هو انسان لا يستطيع التفريق و التمييز بين الصحيح و الخطاء , فصدق سقراط حين قال :" من لا يعرف الخير من الشر فالحقوه بالبهائم" , او قول اخر :"الفرق بين الجاهل و الحمار ان الحمار يستفاد منه " , اما اذا كان البعض يعتقد انه الاجدر بهذا اللقب, فصدق القائل :"الاعرج بين المقعدين فرس لا يشق له غبار " . و من يسمى بالملحق الثقافي فهو عار على هذا المنصب , فهو ملحق التفاهة لا الثقافة , جاهل لاي معنى من معاني الثقافة , خان الامانة و اهمل في اداء مهام وظيفته , فالخائن يختلق لنفسه الف عذر و عذر ليقنع نفسه بانه فعل الصواب, و فعلا لو وضع الضفدع على عرش من الذهب فسرعان ما يقفزالى المستنقع , فهو كالحية تاتي الى الموقع الذي حفره غيرها و ما يكفيها ان تشرب اللبن حتى تمج سمها فيه, و صدق من قال ان رديء الطبع مثل الخنفساء , فانها اذا دفنت في الورد ظلت ساكنة و لم تتحرك , فان اعيدت الى الروث رتعت, فالحمار يسير في الليلة المظلمة الى المنزل فيعرفه , فاذا خلي سبيله وصل اليه بغير دليل و هو مع هذا يفرق بين الصوت الذي به يستوقف و الصوت الذي يحثه على السير , فيا ضالا طريق الجنة يا فاقدا التمييز بين صوت داعي الجنة و داعي النار , لم تحصل في الهمة درجة حمار , فدعك من الغرور و التكبر و لا تعظمن قدرك , فالكل يعرف من انت, فقد تعلم قابيل كيف يدفن اخيه من غراب , و علم سيدنا سليمان عليه السلام خبر بلقيس من هدهد , هلا تعلمت من البهائم يا صاحب القلب الهائم. و اعلموا جميعا انه مثلما يعود النهر الى البحر هكذا يعود عطاء الانسان اليه. و اختم بابيات للشاعر الكبير احمد مطر يقول فيها :لي صديق بتر الوالي ذراعه, عندما امتدت الى مائدة الشبعان ايام المجاعه, فمضى يشكو الى الناس و لكن اعلن المذياع ان شكواه اشاعه, فازدراه الناس و انفضوا و لم يحتملوا حتى سماعه, و صديقي مثلهم كذب شكواه و ابدى بالبيانات اقتناعه, لعن الشعب الذي ينفي وجود الله ان لم تثبت الله بيانات الاذاعه, اما انا فلست مثل صديقي اصدق بيانات الاذاعه..