تغيرات عديدة طرأت على الشخصية المصرية حيث بات الانقسام بين العقيدة والسلوك سمة العصر ,وهذا معناه التناقص بين الافعال وما يؤمن به الفرد . هذا الخلل فى الشخصية أدى إلى تضارب المفاهيم والقيم وتسبب فى زيادة حالات العنف والاكتئاب والانتحار واللامبالاه .. ولا عجب أن نرى من يهاجر بشكل غير شرعى رغم علمه بأن احتمالات نهايته واردة بشكل كبير وباتت "التكشيرة" هى الثابت على وجوه البشر فى الأماكن العامة والمواصلات وفى منازلهم ولذ ارتفعت حالات الطلاق إلى 40 % . سألنا علماء النفس عن أسباب هذه التغيرات فقال د . أحمد عكاشة , أستاذ الطب النفسى , أن 16 مليون مصرى بما يمثل 20 % يعانون من الاكتئاب , بينهم 1.5 مليون مصاب بالاكتئاب الحاد فى حين يتقدم 225 ألف شخص سنوياً على الانتحار . وأوضح تأثر الاخلاق والقيم بما يحدث فى المجتمع لأسباب متعددة منها الفقر والتفكك الأسرى , والبطالة , والازدحام . وضعف مستوى التعليم وعدم توافر العلاج للأغلبية وغياب الشفافية والمساءلة والعدل , والسماح بالرشوة العلنية والفهم الخاطئ للدبن وتدهور هيبة الدولة وعدم تطبيق القانون والدستور . وأضاف عكاشة أن ضعف الانتماء دفع الكثير من المصريين للهجرة بهذه الأعداد المهولة , مع أن الاعلام يتعامل مع الأفراد بطريقة بسيطة فى حين أنه يندر وجود مثل هذه الأعداد المهاجرة فى بلد أخر . وفى السياق ذاته أكد د . خليل فاضل , أستاذ الطب النفسى , أن الفقر المجتمعى وصعوبة الحصول على رغيف الخبز جعل من الشباب قنابل موقوتة , وأثر على نفسية المواطن المصرى , حيث هناك 3 الاف منتحر سنوياً فى سن الشباب وعدد مرضى الفصام يتجاوز 65 ألف . وأشار د . خليل الى أن اختفاء النخوة والرجولة بدأ بحربى 67 , 1973 حيث فقد المصريون هدفهم فى ظل دعوة التطوير التى لم تنجز . وأرجح سبب انتشار المخدرات بين الشباب تحديداً – والتى أثبتت الدراسات أن المصريين ينفقون 25 مليار سنويا عليها – إلى حالة الفراغ والبطالة . مؤكداً أن موت التعليم فى مصر هو نتيجة حتمية ومباشرة لحال المجتمع الذى تأثر سلبياً بعدم استقرار نظام الحكم لمدة طويلة . لافتاً إلى معاناة المجتمع المصرى من أزمة حقيقية فى الترابط الأسرى بدليل وقوع حالة طلاق كل 6 دقائق بما يعادل 240 حالة يومياً , موضحاً أن 52 % من أسباب الطلاق راجع إلى تدخل الأهل , فى الوقت الذى احتلت الأسباب المادية نسبة 42 % مقابل 12 % للأسباب المرتبطة بسلوك الزوجين .