تنشر اغلب الصحف البريطانية الرئيسية صورة كبيرة لجوزيف سب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مع خبر اعادة انتخابه رئيسا للاتحاد رغم انف الانجليز. وتتنوع التعليقات، لكنها جميعا تشترك في ان الاعتراض الانجليزي على بلاتر لم يلق اي صدى في اللجنة التنفيذية او الجمعية العمومية للاتحاد. وبدا ان الجميع اعتبروا موقف الانجليز مجرد رد فعل على عدم فوزهم بتنظيم كاس العالم لعام 2018، وهكذا اثبتت فيفا ان الدول والحكومات لا سلطان لها على الاتحاد. صورة كبيرة بحجم الصفحة الاولى تقريبا على صدر الاندبندنت للطالبة والشاعرة البحرينية آيات القرمزي التي ستحاكم اليوم بعد اعتقالها منذ اكثر من شهرين دون ان يعرف عنها ذووها اي شئ منذئذ. وكل جريمة آيات انها القت قصيدة لها في مظاهرة في البحرين في مارس/اذار الماضي، بعدها اضطرت لتسليم نفسها لقوات الامن التي هددت بقتل اخوتها ان لم تسلم نفسها. تميزت انتفاضة البحرين بقمع السلطة للنساء اكثر مما في اي بلد عربي اخر وتشير الاندبندنت الى حقيقة مثيرة وهي ان من بين الانتفاضات الشعبية العربية المطالبة بالديمقراطية، تميزت البحرين ببطش السلطات بالنساء اكثر من اي بلد اخر. وتقول جماعات حقوق الانسان ان مئات النمساء البحرينيات اعتقلن منذ بدء المظاهرات واشتكت كثيرات منهن من ضربهن بوحشية خلال اعتقالهن، وتعرضت صحفية بحرينية للضرب الى حد انها اصبحت الان عاجزة عن المشي. وقالت طبيبة بحرينية، افرج عنها لكنها قد تحاكم ايضا، انها هددت بالاغتصاب اثناء اعتقالها. اما آيات فاعتقلت يوم 30 مارس، وتقول امها انها عذبت وترقد في مستشفى عسكري، ولم تعرف عنها شئ سوى مكالمة هاتفية واحدة قالت لها فيها انها اجبرت على التوقيع على اعترافات ملفقة. تبلغ آيات من العمر 20 عاما وهي طالبة في كلية المعلمين بالبحرين وتقرض الشعر، القت قصيدة في ايام المظاهرات هتف الجمهور بعدها "يسقط حمد" (ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة). مع ان القصيدة تبدأ بالقول: لا نريد العيش في قصر ولا نهوى الرئاسة ... نحن شعب يقتل الذل ويغتال التعاسة ... نحن شعب يهدم الظلم بسلم من اساسه. وتقول الانبدندنت ان ملك البحرين رفع حالة الطوارئ المفروضة منذ 15 مارس في محاولة للقول بان الاوضاع عادت لطبيعتها كي تتمكن البحرين من استضافة سباق السيارات فورمولا 1 المؤجل نتيجة الاضطرابات. ويعقد الاتحاد الدولي لسباق السيارات اجتماعا غدا في برشلونة للنظر في تاجيل السباق ليجرى في البحرين، الا ان منظمة هيومان رايتس ووتش ارسلت للاتحاد تقول ان المسابقة ستجرى في بلد يمارس "قمعا وحشيا" ضد المطالبين بالديمقراطية. كما ان السباق ان جرى سيكون بدون نصف العاملين في الحلبة في المنامة، الذين اعتقلوا وطردوا من وظائفهم. وتقول الصحيفة ان رفع حالة الطوارئ لا يغير من حقيقة ان هناك 600 معتقل و2000 طردوا من وظائفهم ودمر 27 مسجدا للشيعة الذين يشكلون 70 في المئة من السكان. تخصص صحيفة الغارديان افتتاحيتها الثانية لتطورات الاوضاع في سورية، وتبدأ بالقول ان لكل ثورة وجهها. ففي ايران كانت ندى سلطاني التي اصيبت في الصدر خلال مظاهرات في طهران وفي تونس كان بائع الخضار محمد بوعزيزي الذي اشعل النار في نفسه وفي مصر كان خالد سعيد الذي قتلته الشرطة تعذيبا لانه نشر على الانترنت مقطع فيديو يصور فساد الشرطة. اما في سورية، فوجه الثورة هو الصبي حمزة الخطيب الذي اظهر فيديو على يوتيوب التعذيب الذي تعرض له في ظروف غير معروفة. وتقول الصحيفة انه وان كان لا يعرف كيف عذب الصبي بهذا الشكل البشع، فان ممارسات قوات الامن السورية في درعا التي بدأت منها المظاهرات دليل على توحشها. وتشيد الافتتاحية بتقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش يوثق مقتل المئات في درعا ويكشف ايضا ادلة على قتل المتظاهرين عناصر من قوات الامن السورية. وعن موقف السلطة في سوريا تقول الغارديان ان استجابة الرئيس السوري بشار الاسد تاتي متاخرة وغير كافية. فقراره برفع حالة الطوارئ ثم العفو عن السياسيين "شره في تفاصيله". وتشير الافتتاحية الى اجتماع قوى المعارضة السورية في تركيا وكيف انه على عكس ما ظن الحكم في سورية لم يعلن حكومة منفى، بل ركز على الجهد لاستصدار قرار من مجلس الامن مثل ذلك الذي صدر حول ليبيا. وتقول الصحيفة ان هذا القرار سيؤسس لتحقيقات من قبل المحكمة الجنائية الدولية في ممارسات النظام السوري. الاسلاميون قادمون تفرد صحيفة الفاينانشيال تايمز صفحة التحليلات اليومية فيها للحديث عن مصر وتكتب محررة شؤون الشرق الاوسط فيها عن حظوظ الاسلاميين في الانتخابات المقبلة في سبتمبر/ايلول. تقول الصحيفة ان الاخوان المسلمين، الذين تمكنوا من الاستمرار كجماعة منظمة رغم قمع السلطات طيلة 80 عاما، يبدون اكثر قدرة على لعب دور رئيسي في الحياة السياسية في مصر ما بعد تغيير نظام مبارك من القوى الليبرالية الجديدة. وتتحدث المحررة عما يبدو من ان المجلس العسكري الحاكم في مصر لا يرغب في الاستمرار في السلطة ويحرص على اجراء الانتخابات في موعدها قبل نهاية العام لتسليم السلطة للمدنيين. وتصف حضورها اجتماعا للقوى الليبرالية التي اسست احزاب وتكوينات سياسية جديدة بهدف مواجهة الاسلاميين في الانتخابات وزيارتها للمقر الجديد للاخوان وحزبهم الجديد حزب الحرية والعدالة. وترى ان التكوينات الليبرالية الجديدة تخاطب عن الشريحة العليا من الطبقة الوسطى والفئة الصغيرة المميزة في المجتمع، بينما الاخوان يستمدون تاييدهم من الطبقة الوسطى الاوسع. وتشير الى بروز تيار جديد، اسلامي التوجه ايضا، هو السلفيون الذين يدخلون معترك الحياة العامة فجأة الان ويعولون على الطبقة الفقيرة في مجتمع نحو نصف سكانه فقراء. ويميز التحليل بين الاخوان، الذين يعتمدون سياسة براغماتية تجعل حزبهم الجديد اقرب لحزب العدالة والتنمية التركي وتتسم مواقفهم بالمرونة، وبين السلفيين الذين يتبعون نهجا اسلاميا متشددا يتسم بالرجعية. وتنقل المحررة قلق الليبراليين من سيطرة الاخوان، لكنها تشير الى ان الاخوان يؤكدون على انهم يريدون المشاركة في الحكم دون تحمل مسؤوليته كاملة. لذا فهم سيقدمون مرشحين في نصف الدوائر الانتخابية فقط. وتشير الصحيفة الى تطور اخر في غاية الاهمية يدل على ان كل شئ في مصر يتغير فعلا، وهو ان جماعة الاخوان المسلمين ذاتها تشهد صراعا بين جيل الشباب والقيادات التقليدية قد يسفر عن تحول في مسار الجماعة نحو التطور.