تلقى عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية، تقريرا من السفير محمد الخمليشي، الأمين العام المساعد، ورئيس بعثة الجامعة لمراقبة عملية الاستفتاء على تقرير جنوب السودان. وأعرب الأمين العام في بيان صحفي اليوم "الإثنين" على هامش فعاليات القمة الاقتصادية بشرم الشيخ، عن ارتياحه لإتمام عملية الاستفتاء بهدوء و شفافية. كما أكدت على أهمية أن تتحلى جميع الأطراف بالحكمة والحرص على العلاقة الطيبة والتاريخية بين شطري السودان . وعبرت الجامعة العربية في البيان عن احترامها لإرادة الشعب السودان في جنوب السودان، وتعهدت أنها ستحرص على دعم الإستقرار والتنمية في جنوب السودان وكذلك في شماله باعتبارهما جارين متكاملين. وفي نفس السياق خلصت بعثة جامعة الدول العربية لمراقبة الإستفتاء على حق تقرير مصير جنوب السودان، في بيان لها إلى رصد عدة أمور إعتبرتها إيجابية وهي: فتح أغلبية مراكز الاقتراع في الوقت المقرر، توفر جميع المواد اللوجيستية ومستلزمات الاقتراع، مطابقة الصناديق والعازل للمواصفات والمعايير المتعارف عليها دوليًا، التواجد الجيد لأعضاء مراكز الإقتراع؛ بتخصيص مهمة محددة لكل عضو فى عملية الاقتراع، المشاركة الفعالة للعنصر النسائي في مراكز الاقتراع، تعاون رؤساء المراكز مع المقترعين والمراقبين، وجود تسهيلات لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن ومساعدة الأميين في الاقتراع، لتواجد الملحوظ والنشط لمنظمات المجتمع المدني والمراقبين الدوليين، التواجد المُكثّف لوسائل الإعلام المحلية والعالمية، الحضور الأمني المتواصل خارج مراكز الاقتراع. وأشار تقرير البعثة الذي حصلنا على نسخة منه أنه بالرغم من حسن تنظيم عملية الاستفتاء وسلاسة أدائها؛ إلا أنه قد تم رصد السلبيات التالية: صغر سن بعض المقترعين، تباين في عدد المسجلين في بعض المراكز عن العدد المسجل في قوائم المفوضية، وجود مظاهر للدعاية داخل بعض مراكز الاقتراع من قبل بعض موظفي المراكز والمراقبين المحليين، غياب الرسوم التوضيحية التي ترشد المقترع بتفاصيل وخطوات عملية الاقتراع، عدم وجود قوائم معلقة للمقترعين خارج بعض مراكز الاقتراع بولايات بالجنوب. واعتبرت بعثة الجامعة العربية لمراقبة الاستفتاء أنه على الرغم من هذه السلبيات، تؤكد بعثة الجامعة على أن هذه السلبيات لا تؤثر على سلامة العملية التي اتسمت بقدر كبير من الشفافية والنزاهة، وجاءت في اتساق مع المعايير الدولية، بما يدفع نحو احترام النتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع. وشددت على ضرورة إجراء حوار ايجابي وبنّاء يستهدف حل كافة القضايا العالقة وقضايا ما بعد الاستفتاء، من منطلق دور الجامعة العربية في أن تحث كافة الأطراف المعنية المحلية والإقليمية والدولية على تضافر الجهود والعمل معًا من أجل تحقيق الأمن والاستقرار واستتباب السلام القائم على أسس من الأخوة والمساواة والعدل في كافة ربوع السودان، فإنها يذكر انه وفق بيان الجامعة العربية أنه إنفاذًا لاتفاق السلام الشامل لعام 2005، وانطلاقًا من كون جامعة الدول العربية شاهدة على هذا الاتفاق بما يستوجب حرصها واهتمامها بمتابعة تنفيذه، وفي إطار قرارات القمم العربية ذات الصلة التي طلبت المشاركة في مراقبة عملية الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان، كان عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية قد قام بإيفاد بعثة من 80 عضوًا لمراقبة الاستفتاء. وقد تم توزيع البعثة على 18 ولاية من ولايات جمهورية السودان، بواقع 11 ولاية في الشمال بما في ذلك ولاية جنوب دارفور، و7 ولايات في جنوب السودان؛ حيث قامت البعثة بزيارة حوالي 417 مركزًا بما تشمله من نقاط اقتراع في مختلف الولايات. وأوضحت أن تقريرها وملاحظاتها السابقة بناء على المتابعة الدقيقة لسير عملية الاستفتاء بمختلف مراحلها، بدءا من إقرار قانون الاستفتاء، مرورًا بتسجيل قوائم المقترعين، وصولاً إلى عمليتي الاقتراع والفرز واحتساب الأصوات، وانتهاءً بعملية إدخال البيانات؛ وعلى ضوء الاتصالات واللقاءات التي قامت بها بعثة الجامعة العربية مع مفوضية الاستفتاء السودانية، وكذا الاجتماعات الدورية التي أجرتها مع لجنة الأممالمتحدة المعنية بمراقبة استفتاء جنوب السودان، ومع جميع البعثات الدولية الأخرى المشاركة في عملية المراقبة ومن بينها بعثات الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والإيجاد، فضلاً عن مركز كارتر، وهي الاتصالات والاجتماعات التي استهدفت في مجملها تبادل المعلومات والملاحظات حول سير عملية الاستفتاء واتسمت بتوافق في الآراء.