طالب وفد فلسطين المشارك في المؤتمر الأول للمغتربين العرب المنعقد في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية، اليوم الأحد، بدور أوسع للجاليات العربية في الخارج لنصرة فلسطين وبدعم أكبر لقضية القدس. وتناولت ورقة حول دور المغتربين العرب في نصرة القدس والقضية الفلسطينية، قدمها الدكتور جاد اسحق مدير معهد الأبحاث التطبيقية في القدس (أريج) شاركه فيها الباحث سهيل خليلية، بالتفصيل وضع القدس قبل عام 1967، ومساحدة هذه المدينة وحدودها، والبلدة القديمة ومحيطها، وضريبة "الأرنونا" إسرائيلية االمفروضة على المقدسيين العرب، وتسلسل بناء المستوطنات حول القدس، وتفصيل حول جدار الفصل العنصري، وسياسة التهجير في مدينة القدس. كما غطت هذه الورقة سياسة هدم المنازل الفلسطينية في القدس، والوضع القانوني للمدينة، وقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالقدس، وأبرز الانتهاكات الدينية الإسرائيلية، والقدس في اتفاقات التسوية الفلسطينية-الإسرائيلية، بالإضافة إلى نظرة مستقبلية لواقع القدس. وقدم اسحق وخليلية توصيات بشأن المدينة المقدسة بهدف دعم الوجود الفلسطيني في القدس وإنعاش الوجود الشعبي والمؤسساتي، ومواجهة سياسة التهويد الإسرائيلية الخطيرة. وعلى الصعيد الشعبي، طالبت الورقة بدعم الوجود السكاني الفلسطيني، موضحة أن العديد من المواطنين الفلسطينيين أجبروا على ترك القدس لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف المعيشة من إيجار وضرائب مفروضة عليهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وطالبت بتوفير الدعم لبناء اسكانات جديدة في قلب المدينة ومحيطها لإفادة الأجيال الشابة ودعم تعزيز تواجدهم فيها، بالإضافة إلى ضرورة توفير الدعم التقني والقانوني لأهالي القدس للتصدي للمستوطنين ولإجراء بلدية الاحتلال في القدس أمام المحاكم. وعلى الصعيد المؤسساتي، أوصت الورقة بدعم وجود المؤسسات الفلسطينية في المدينة من خلال توسيع دائرة خدماتها واتصالها مع المواطنين، لتكون درعا حاميا لهم. وطالبت بدعم وجود هذه المؤسسات من الناحية المادية لتوفير المعدات والأنشطة، ولإقامة النشاطات الفلسطينية المتعددة في المدينة تأكيدا على عروبتها وللوقوف أمام محاولات الاحتلال صبغ القدس بالطابع اليهودي. كما أوصت الورقة بتششيد المراكز الفلسطينية الحديثة وإعادة بناء وتفعيل القائمة منها، وخصوصا التي تعمل على تأكيد الطابع التراثي للمدينة من متاحف ومكتبات وغير ذلك، بالإضافة إلى دعم المراكز العاملة في محاربة الآفات الاجتماعية التي قامت إسرائيل منذ الاحتلال بزرعها في المدينة مثل المخدرات والعمل على اجتثاثها، وتقديم الدعم اللازم لمراكز العلاج والتأهيل. وأكدت على ضرورة العمل على دعم ركائز القدس الاقتصادية، والتي تساهم بشكل مباشر في تعزيز صمود المقدسيين ومحاربة البطالة، والحد من الهجرة، والعمل على تعزيز روح العمل الجماعي بين المؤسسات الفلسطينية في المدينة تحت إطار ومرجعية واحدة لتكون حامية في وجه الصلف والسياسات الإسرائيلية الهادفة تجويف القدس وتهويدها. وأوصى الباحثات اسحق وخليلية بتفعيل المشاركة في المؤتمرات الدولية للحديث عن الوضع في فلسطين وبخاصة في القدسالمحتلة والتركيز على أساليب غير تقليدية عن عرض المشكلة، واستعمال الإعلام(الغربي تحديدا) كوسيلة للتعبير عن واقع القدس تحت الاحتلال. كما دعت الورقة إلى إعادة إحياء المركز الحضري في القدسالشرقية(باب العمود، والشيخ جراح، وغيرها) لتعزيز التواجد الفلسطيني وبما يتناسب مع الصراع من أجل القدس عاصمة لفلسطين، بالإضافة إلى المساعمة في ترميم مباني البلدة القديمة من القدس لتكون صالحة صحيا ومعيشيا. ووجهت الورقة انتقادا للنمط التقليدي للمقاطعة، والذي بموجبه تنشط دعوات تطالب بمنع زيارة القدس، مشددة على أن زيارة المدينة من قبل العرب والمسلمين هو تأكيد على عروبتها، ودعم لأهلها من النواحي الاقتصادية والثقافية. وحول الدور الذي يمكن أن يلعبه المغتربون العرب والفلسطينيون في الدفاع عن القدس، أوضحت الورقة الفلسطينية المقدمة للمؤتمر، أنه مطلوب حشد كافة الطاقات الكامنة لدى المغتربين للوقوف أمام المخطط الصهيوني الرامي إلى تهويد المدينة، من خلال ممارسة الضغط على المجتمع الدولي واللجنة الرباعية لطبيق قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية ذات الصلة بالمدينة والأخرى القاضية بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وطالبت الورقة المغتربين العرب بالمساهمة في تهويد المخططات الإسرائيلية العنصرية في القدس، من خلال تنظيم المؤتمرات والندوات والمسيرات المنددة بالإجراءات الاحتلالية، بالتعاون والتنسيق مع حركات التضامن الأجنبية ومؤسسات حقوق الإنسان في بلدان المهجر. كما أوصت بالمساهمة في تفعيل الجهد الشعبي لمقاطعة إسرائيل، ومنتجاتها وخصوصا منتجات المستوطنات، والعمل على فرض المقاطعة على المؤسسات الأجنبية والشركات التي تشارك في دعم المخططات الإسرائيلية التوسعية والرامية لتهويد القدس بشكل يهدد الأمن والسلام في المنطقة والعالم بأسره. ودعت الورقة الجاليات العربية في الخارج إلى تفعيل السبل القانونية لملاحقة إسرائيل ورفع الدعاوي عليها أمام القضاء الجنائي الدولي ولدى المحاكم المختصة لدى الدول التي تقيم بها هذه الجاليات؛ للنظر في الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق المدنيين العزل وبحق المقدسات والمؤسسات. واختتمت بالتأكيد مجددا على أهمية استخدام الاعلام الأجنبي المرئي والمسموع في التسليط على انتهاكات إسرائيل وتوعية الجماهير بخطر السياسة الإسرائيلية.