أكدت السفيرة فائقة الصالح مستشار الأمين العام لجامعة الدول العربية ومدير إدارة التربية والتعليم والبحث العلمي، أن دول المنطقة أمام تحديات كثيرة تستدعي أن يحشد لها العقول والجهود الكفيلة لتحقيق الهدف الأسمي الذي تسعى إليه كل الدول العربية هو تحقيق التقارب بين الشعوب العربية ونبذ الخلافات والانشقاقات. وطالبت بأهمية التحرك لتفعيل البعد التعليمي في هذا المجال ورفع درجة الاهتمام به، حيث انه لم يحظى بالاهتمام الكافي في العقود القليلة الماضية، محذرة من استمرار هذا الوضع على ما هو عليه حيث ينعكس سلبا على الأجيال القادمة. جاء ذلك خلال كلمتها التي ألقتها إمام المؤتمر القومي السنوي السابع عشر " العربي التاسع " لمركز تطوير التعليم الجامعي والذي يعقد تحت عنوان: " التقارب العربي في برامج التعليم الجامعي وقبل الجامعي " بالتعاون بين الجامعة العربية ومركز تطوير التعليم الجامعي بجامعة عين شمس الذي بدأت أعماله بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية. وأضافت فائقة أن هذا المؤتمر يعقد نظرا لأهمية هذا الموضوع، والتأكيد على الدور الهام المنوط بالمؤسسات التعليمية في تشجيع التقارب العربي والتواصل والحوار مع الآخرين ومن اجل مواجهة التحديات التي تعترض المنطقة العربية . وشددت على أهمية تعميق التقارب العربي على المستوى الثقافي والفكري وتعميق قنوات الحوار العربية والعمل على تفادى الدعاوي المؤدية إلى الصراع والصدام بين العرب من خلال دعم الركائز الأساسية التي افرزن التقارب العربي الذي يتيح للجميع النظر للمستقبل في إطار من التعددية الفكرية والثقافية والعقائدية المبنية على مبادئ احترام الآخر والرغبة في التعايش السلمي وتحقيق الأمن والاستقرار والتضامن السياسي الذي يستند إلى ثوابت ومبادئ مشتركة . وطالبت الخبراء المشاركون في الاجتماع بضرورة وضع خطة عمل ترتكز على مبادئ التعليم لإحداث هذا التقارب على مستوى التعليم الجامعي وغير الجامعي وعرضها على الجامعات العربية ووزارات التربية والتعليم العالي لأخذ أرائها ثم صياغتها في صورتها النهائية ورفعها الى صناع القرار في المنطقة العربية . من جانبها أكدت الدكتورة آمال عبد الله خليل مدير مركز تطوير التعليم الجامعي بجامعة عين شمس أن التعليم الجامعي هو القاطرة التي تقود التنمية والتحضر والتميز في آي مجتمع، مشيرة إلى أن التعليم قبل الجامعي يرتبط بالتعليم الجامعي بعلاقة تكامل وترابط، ولابد أن يكون للمناهج التربوية في التعليم الجامعي والتعليم قبل الجامعي دور في تحقيق التقارب العربي . وطالبت العالم العربي بالتوحد وتحقيق آمال وطموحات الأمة العربية ومصالحها المشتركة كما نوهت بالدور الذي تقوم به التربية والتعليم في تطوير البنيات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للدول العربية وفي بناء مشروع حضاري عربي مشترك . من جانبه أكد الدكتور جمال سامي على نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون المجتمع وتنمية البيئة أن التعليم هو أمل الأمة العربية وانه لن ينصلح حال الأمة إلا بتحسن مستوى التعليم، مطالبا خبراء التربية والتعليم بضرورة زرع قيم الولاء والانتماء والتقارب العربي بين الشباب . وشدد على أهمية التركيز على زرع قيم التربية الوطنية والتاريخ المشترك في مناهج التعليم، محذرا من الغموض الذي يهدد مصير الوطن العربي إذا لم يتحد ويكون يدا واحدة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن هناك الكثير من الاتحادات التي تكونت دون أن يكون بينها قواسم مشتركة في الوقت الذي تجمع فيه الدول العربية كل القواسم المشتركة من اللغة والجغرافيا والتاريخ . ويناقش المؤتمر على مدى يومين مجموعة من المقترحات والأطروحات لدعم التقارب العربي ودور التعليم الجامعي وقبل الجامعي في ذلك ووضع رؤية مستقبلية لدور المناهج في التقارب العربي ورسالة البحث العلمي ودوره في دعم التقارب العربي .