وقع الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون، أمس على رسالة مفتوحة تدعو الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لاعتماد سياسة "تدعم بصلابة" نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط، والعمل على تعزيز الإصلاح احترام حقوق الإنسان خلال تعاطيه مع "الأنظمة والشعوب العربية". وتبدأ الرسالة، التي وقع عليها أيضًا أكثر من 140 أكاديمياً وباحثاً حول العالم بتهنئة أوباما لفوزه في الانتخابات الرئاسية، والتأكيد على أن ولايته ستقدم فرصة تاريخية لفتح مسار جديد في السياسة الخارجية، خاصة ما يتعلق بالعلاقات المضطربة بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي. كما تشير الرسالة إلى أن الموقعين استقبلوا بارتياح تعبير أوباما عن "رغبته بالاستماع إلى آمال العرب والمسلمين وتفهمها" إلى جانب إشارته إلى رغبة الولاياتالمتحدة بتحريم التعذيب وإغلاق معتقل جوانتانامو في كوبا. وتزعم الرسالة بأن السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط تعرضت ل "سوء توجيه"، قائلةً: إن واشنطن دعمت طوال 50 عاماً أنظمة قمعية تجاوزت بشكل دائم حقوق الإنسان وقامت بتعذيب معارضيها وحظرت على مواطنيها المشاركة في النشاطات السياسية السلمية. وأكد الموقعون أن دعم أمريكا لهذه الأنظمة كان يهدف إلى جلب الاستقرار للمنطقة، بحسب التفكير السياسي آنذاك، لكنه في الواقع أنتج الفساد والتطرف، مضيفين أن إدارة الرئيس السابق جورج بوش، دعمت الديمقراطية في الشرق الأوسط بشكل ظاهري، غير أنها أدارت ظهرها لها بعد فوز الإسلاميين في عدة انتخابات بالمنطقة، معتبرين أن هذا الأمر لم يؤثر على مصداقية أمريكا في المنطقة فحسب، بل سمح لقادة المنطقة "بمواصلة قمعهم وممارسة سلطاتهم دون خوف". وطالبت الرسالة إدارة أوباما بعدم الخوف من وصول القوى الإسلامية إلى السلطة عبر الانتخابات في الدول الإسلامية والعربية، باعتبار أن معظم تلك القوى تعارض العنف وتتبنى الخيار الديمقراطي، ضاربين أمثلة على ذلك بنماذج الحكم "في تركيا والمغرب وإندونيسيا".