بالرغم من البُعد ولكن ذكراك ماتزال في قلبي- أشعر بالذنب تجاهك، أجلس أياماً وشهوراً أحاسب نفسي وأتعذب, أتمنى أن تزورينني في المنام وتحاورينني مثلما كنتِ دائماً وتناقشينني. أتمني أن تقولي لي: إنك سامحتي أباك – الذي أحبك من كل قلبه. أعلم أني قد حرمتك من حبك- ولكني كنت أنظر للأمر بعين الأب الخائف علي ابنته- كنت أرفض ذلك الحبيب- كنت- من وجهه نظري- أرسم لك حياة أفضل وأتمني لك سعادة أكثر. كنت أرى دموعك وأنت تعاتبينني وأنتِ الإبنة البارة دائمًا بي وبأمك التي لم تجف دموعها لفراقك. كنت أراك تعاتبينني وتترجين مني ألا أحرمك حبيبك- لكني لم استمع إليك، نسيت. وأنا أمثل دور الأب عشت أيام الشباب مثلك في ريعانها وجنونها- بمشاعرها الصادقة وحبها البريء الذي يكون بالنسبة لنا كمسكن يهوِّن علينا مصاعب الدنيا, ورأيت فقط أني يجب أن أساعدك في اتخاذ قرارات الحياة بعيداً عن عين العاطفة التي ربما تكون خادعة أحياناً. الآن اعترف أني قصرت في حقك, وأني لم أدرس مشكلتك هذه بنظرة متأنية. ولكن... أين انتِ الآن؟ بين يدي الخالق- وأرى آخر نظرة لك وأسمع آخر كلمة لك وهي أحبك! تلك الكلمة التي هوّنت عليّ مصاعب الحياة- هونت عليّ إحساسي بالذنب تجاهك. والآن أنا الأب الروحي لحبيبك- أحببته لأنه يذكرني دائماً بك، علمت مدى حبه لك ولكن كان متأخراً- ليتني علمت بذلك ربما جعلت آخر أيامك أسعد وانت في رعاية من تحبين، طلبت منه أن يسامحني علي سوء ظني به، عندما جاء اليَّ متمنياً الارتباط بك- ورفضته لأسباب رأيت أنها عقلانية بحتة- الآن بعدما نضج فكريًا واختلط بالحياة وتجاربها يُدرك مشاعر الأب الخائف على ابنته. هو الأن متزوج, وتلك هي سُنة الحياة ولكنه أنجب طفلة جميلة سماها باسمك؛ اعترافاً بحبه لك، وكنت سعيداً بها لأني اعتبرتها حفيدتي منك، فهو الآن ابني مثلك. ابنتي العطوفة ستبقى دائما في أذني آخر كلمة لك "أحبك". * إخصائي خدمة عملاء بالمصرية للإتصالات