رأت صحيفة واشنطن بوست الامريكية أن واشنطن وجدت صعوبة في تحقيق التوازن بين أهدافها في مصر حيث أدت رغبة إدارة أوباما في منع العنف إلى مواجهة الحاجة للحفاظ على نفوذ أمريكي في المنطقة مما جعل البعض في الولاياتالمتحدة يتهمون الرئيس الأمريكي بالضعف والتردد الأخلاقي. ولا شك أن الإدارة الأمريكية تخوض لعبة توازن حيث تحاول إيصال رسائل حادة مع الحفاظ على نفوذها في مجتمع يزداد استقطابا من جهة، مع حماية مصالح الأمن القومي الأخرى في المنطقة وتحديد مكانة الولاياتالمتحدة لعلاقات إستراتيجية على المدى الطويل من جهة أخرى. وأوضحت الصحيفة أن مسئول أمريكي رفيع المستوى صرّح لها أن إدارة أوباما وفي محاولة منها لإجبار مصر علي الانصياع لسياسات البيت الأبيض، تبحث وقف تسليم طائرات أباتشي جديدة من طراز" "AH-64D، وهي جزء من اتفاق يعود لعام 2009 بقيمة 820 مليون دولار للحصول على 12 طائرة إلا أنه لا يوجد ما يشير إلى أن وقف شحنة الطائرات سيكون له تأثير على سلوك الجيش فمصر لديها حوالى 30 طائرة أباتشي من حزم مساعدات سابقة. النائبة السابقة لمساعد وزير الخارجية الامريكي لشئون الشرق الأدنى "تمارا كوفمان ويتس" قالت إن الغياب النسبي للانخراط الأمريكي فى أزمتي مصر وسوريا ربما يؤدى إلى نفس ما كان أوباما يتحاشاه في خطابه الشهير للعالم الإسلامى من جامعة القاهرة عام 2009 حين وعد أوباما حينها ببداية جديدة في علاقة أمريكا مع المسلمين تستند على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل، وليس على الجيوش مثلما حدث في العراق،إلا أنه مع سقوط سوريا في حرب أهلية وتعمق الانقسام الإسلامي العلماني في مصر, على حسب ما أوردت الصحيفة. وأضافت كوفمان أنه ربما نرى ظهور تهديد أكبر وأكثر شراسة بالعنف للعالم العربي والذي سيتطلب نوعا محددا من الانخراط الأمريكي وهو العكس تماما مما كان يسعى إليه أوباما. يذكر أن العديد من أعضاء الكونجرس يدعمون نهج أوباما الحذر وكذلك ينطبق أيضا على إسرائيل ودول الخليج القوية التي تعارض الإخوان المسلمين وترغب في إنقاذ الاقتصاد المصري من الغرق.