جعل الإسلام للمساجد حرمة لأنها بيوت الله عز وجل فلا يجوز تدنيسها ولا الاعتصام فيها فهي ليست للاعتصامات ولا للمهاترات فكما يشرع تنظيف المساجد على الدوام وتطييبها، فإنه يَحْرم امتهانها بإلقاء القاذورات كالبصاق والمخاط والأوراق المهملة ومخلفات الطعام ونحو ذلك، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ((بينما رسول الله يخطب يوما إذ رأى نخامة في قِبلة المسجد فتغيظ على الناس ثم حكها، قال واحسبه قال : فدعا بزعفران فلطخه به، وقال : ان الله عز وجل قبل وجه أحدكم إذا صلى فلا يبصق بين يديه )) رواه البخاري ومسلم. وعن أنس عن النبي]قال: (( البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها )) رواه البخاري ومسلم. وعن أبي هريرة أنه سمع رسول الله يقول : ((من سمع رجلا يُنشد ضالة في المسجد فليقل : لا ردها الله عليك، فإن المساجد لم تبن لهذا ))، رواه مسلم وأبو داود. ، وعن انس ((عُرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد )) الحديث. رواه ابو دأود والترمذي وغيرهما، وعن أبي هريرة أن امراة سوداء كانت تقم المسجد ففقدها رسول الله]- فسأل عنها بعد أيام فقيل له إنها ماتت فقال : ((فهلا آذنتموني؟ فأتى قبرها فصلى عليها ))، رواه البخاري ومسلم وغيرهما. فقد شرع لنا رسول الله ]- تنظيف المساجد كل وقت ولم يقصرها على أسبوع. فمن خصص أسبوعا لذلك فقد ابتدع، وكل بدعة ضلالة، علاوة على ما في ذلك من التشبه بالكفار. فإن هذه الأسابيع لم تعرف إلا من قبلهم. فالواجب على المسلمين ان ينتبهوا لمسؤوليتهم أمام بيوت الله ويتركوا التقليد الأعمى والتشبه الفاسد، الذي قد يكون وراءه ما وراءه. وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ((سيكون في أخر الزمان قوم يكون حديثهم في مساجدهم ليس لله فيهم حاجة )) رواه ابن حبان في صحيحة. فمن هذه الأحاديث الشريفة يتبين لنا حرمة المساجد والنهي عن امتهانها بإلقاء القاذورات فيها وجعلها محلا للسؤال عن الأموال الضائعة ونحو ذلك، وجعلها مجالس للتحدث بأمور الدنيا. وقد اعتاد بعض الشبان المتدينين في وقتنا الحاضر إلصاق الأوراق على جدران المساجد وعلى أبوابها. وتكتب فيها بعض الإعلانات أو تكتب فيها بعض الآيات أو الأحاديث أو النصائح، حتى اصبحت بعض المساجد كانها معارض أو متاحف، وهذا العمل محدث لم يكن من عمل السلف الصالح. إضافة إلى انه يشغل المصلين والداخلين إلى المسجد عن ذكر الله وقد يكون المكتوب أيضا مما لا يجوز نشره كأن يكون حديثا مكذوبا أو دعاية لمذهب باطل. وبعض الجهال يأتون بكتب ونشرات ويضعونها في المساجد للتوزيع، وقد تكون هذه الكتب والنشرات غير مسموح بتوزيعها لما تشتمل عليه من أباطيل أو فتاوى غير صحيحة أو أوراد وأذكار بدعية، فالواجب منع هذه الأعمال والأخذ على أيدي من يقوم به. لئلا يتطور الأمر إلى ما هو اشد كجعل المساجد محلا لبث الدعايات والإعلانات والخرافات. ويجب ان لا يوزع أي كتاب أو نشره أو فتوى إلا بإذن من دار الإفتاء والأشراف على المطبوعات لئلا يجد المخرفون سبيلا إلى نشر خرافاتهم بيننا، إنه يجب على أئمة المساجد والمؤذنين الانتباه لهذا، ويجب أن لا يوضع في المساجد إلا المصاحف فقط. كما كانت في عهد السلف الصالح والتابعين لهم بإحسان.