أعلن الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة ، و القيادي الأبرز في جماعة الإخوان المسلمين والسياسي التابع لهيئات ومؤسسات الجماعة من حزب وجمعية وهيئات أخرى غير معلنة أن ما يجري الآن على أرض مصر من غضب محموم تجاه الجماعة ومقراتها ورموزها وإعلان إسقاط دولة المرشد لا يزعجه بالمرة ،وأن الاشتباكات الدائرة بين ألتراس الجماعة وأتباعها وأنصارها وعشيرتها وبين المتظاهرين وليس البلطجية تعد أمراً طبيعياً من وجهة نظره. أنا شخصياً لم أنزعج من رأيه ، لكنني منزعج في الحقيقة أمام صمود الجماعة المتمثلة في شبابها فقط دون شيوخها المحركين الفعليين لهؤلاء الشباب المساكين الذين يحتاجون بالفعل إلى من يوجههم ويرشد سلوكاتهم وأفعالهم وينشط عزيمتهم للنهوض بالبلاد والعباد ، لا من أجل فصيل لا يظل محظوراً على المستوى الشعبي الذي يرفضه رفضاً قطعياً. هذا الإعلان العرياني نسبة إلى الدكتور عصام نشره عبر موقع التواصل الاجتماعي ( فيس بوك ) بالنص التالي: " لقد مر على الإخوان عهود ثلاثة ملوك (فؤاد وفاروق وأحمد فؤاد)، وأربعة رؤساء فى الجمهورية الأولى بعد القضاء على الملكية (نجيب وعبد الناصر والسادات ومبارك)، انتهى هؤلاء جميعا وبقى الإخوان؛ دعوة ربانية إنسانية عالمية، وهيئة إسلامية جامعة، وانتشرت فكرتها فى قارات الدنيا الست فى أكثر من سبعين بلدا، كلهم يعمل وفق نفس المنهج ويتبع قانون وطنه لصالح شعوبهم ولخدمة أوطانهم". والدكتور عصام الذي لا يبدو منزعجاً من الرفض الشعبي تجاهه وتجاه جماعته التي أعلنت عن نفسها كجمعية اجتماعية أهلية مشهرة بقانون ، يصر كعادة التيارات والفصائل المحظورة التي ترى نفسها أقلية ومستبعدة اجتماعياً وهذا حقيقي بالفعل فيتحدث عن بقاء الجماعة بفضل كونها دعوة ربانية إنسانية عالمية ، وهيئة إسلامية جامعة ، وهذا الاستثناء يجعلها محظورة لا من الناحية القانونية بل من زاوية الوطن والوطنية لأنه يرى أن الجماعة جسد مستقل ينبغي على العالم الانضمام إليها طوعاً وربما كرهاً. وغريب أن يطل علينا العريان بإطلالته الإليكترونية وهو يتحدث عن إسلامية الجماعة وربانيتها ، التي غابت عن أحداث السحل والقتل والضرب على مؤخرة الرأس وإلقاء المولوتوف وقطع السيراميك وضرب والنساء والتحرش بهن. والدكتور العريان يفتخر بانتشار الجماعة التي من المفروض أنها إسلامية جامعة ، لكنه لا يبدو منزعجاً أن هذا الانتشار السري صاحبه مراقبة الأمن ، وتظاهرات غير منقطعة ، وهجوم شعبي مستمر عليها ، وانشقاقات واسعة وتمزق بين صفوفها ، وخارجين عليها معلنين رفضهم المطلق والصريح على سياساتها السرية ، بالإضافة إلى كون الحكومات المرية المتعاقبة لفظت وجود هذه الجماعة في الجسد المصري الذي لا يعرف للسرية سبيلاً. ويتساءل الدكتور العريان عبر موقعه الإليكتروني غير السري وغير المحظور بقوله : "لم يفت فى عضد الإخوان، قتل مؤسس دعوتهم وبانى جماعتهم الإمام البنا وعمره 42، عاما، سنوات المحن الطويلة فى سجون ناصر والسادات 20 سنة، حرمانهم من حقوقهم الدستورية والقانونية ومطاردة أولادهم بعيدا عن مراكز التأثير، الجيش والشرطة والنيابة والقضاء والتدريس والأوقاف.. الخ، مصادرة أموالهم وإغلاق شركاتهم وتشريدهم خارج البلاد". وكأن الدكتور بهذا يحفز شباب الجماعة اقتناص الوظائف بغير كفاءة أو قدرة أو امتلاك وأن حقاً ما يدفع الجماعةللحصول على كافة المقاعد القيادية والسيادية في مؤسسات مصر بحجة أنهم مستبعدون طيلة عقود مضت. وللدكتور عصام العريان أقول : إن فكر الجماعة الذي يصر ألا يخرج خارج الغرف السرية المطبقة ينتظره غضب شعبي مرتقب ، وأن رهانات التحكم في مفاصل الدولة بعيدة المنال في ظل وطن لا تستطيع الجماعة ولا مكتب إرشادها التحكم فيه أو حتى حلم السيطرة عليه، فالجماعة التي تدشن قانوناً للتظاهر لا تعي الموقف جيداً وهو أن الغاضبين لا يعتريهم القلق من ظهور قانون يرشِّد غضبهم واستنفارهم وأن المطلوب بحق هو الوعي بالوطن ومقدراته التي تقوض بالفعل. والدكتور عصام العريان الذي لم يبد منزعجاً لما يحدث في مصر الآن عليه أن ينزعج كثيراً وكثيراً لا بشخصه إنما بوصفه أحد الزعامات السياسية بكافة الكيانات التابعة للجماعة التي صارت مرفوضة سياسياً وحزبياً وشعبياً بفضل تصرفاتها غير المنضبطة إزاء الشارع وتجاه مسارات الثورة. وأن ظهوره المتكرر على فضائيات النايل سات هو الذي يدفعه لإطلاق عبارات وتصريحات تفوق تصريحات المرشد نفسه ، وربما فقد الزمام والسيطرة على مشاعره نحو قضايا الوطن الحقيقية لذلك فانزعاجه بات الآن مطلباً أكثر ضرورة. الدكتور بليغ حمدي إسماعيل