القدس المحتلة - خاص ل"مصر الجديدة" - نقلت وسائل إعلام بلغارية، أمس السبت، الخبر أن إيران تعتزم إعادة سفيرها المقيم في العاصمة البلغارية صوفيا، إلى بلاده، احتجاجا على الاتهامات التي وجهتها بلغاريا إلى منظمة حزب الله، المدعومة من قبل إيران، وارتباط المنظمة بالعملية الإرهابية التي وقعت في مدينة بورغاس. كما وقررت إيران تخفيض مستوى العلاقات الديبلوماسية بين البلدين. وأعلنت الحكومة البلغارية الأسبوع الماضي، على لسان وزير الداخلية، أن التحقيقات التي قامت بها الدولة تشير إلى ضلوع عضوين من منظمة حزب الله في العملية الإرهابية التي استهدفت حافلة نقلت سائحين إسرائيليين، وأدت إلى مقتل خمسة منهم وإصابة العشرات. وصرّح وزير الداخلية، تسفيتان تسفيتانوف، أن المعلومات عن تورط حزب الله في العملية وصلت إلى السلطات البلغارية في منتصف الشهر الماضي، قائلا إن "المعلومات التي نعتمد عليها وصلتنا من زملائنا في الساحة الأوروبية- الأطلسية". وكانت إسرائيل قد اتهمت إيران وحزب الله بالتورط في العملية مباشرة بعد وقوعها. وأشارت التقديرات الإسرائيلية إلى أن العملية في بورغاس كانت انتقاما إيرانيا على اغتيال علماء الذرة في طهران في السنوات الأخيرة، وتتعلق كذلك بوعود حزب الله الانتقام على اغتيال القائد البارز في صفوف المنظمة، والعقل المدبر للجناح العسكري، عماد موغنية، في فبراير (شباط) عام 2008. وصرح مدير مكتب مكافحة الجريمة المنظمة في بلغاريا، ستنيمير فلوروف، خلال مقابلة مع وسائل إعلام محلية، بأن المحققين البلغاريين توصلوا إلى أن المجموعة الإرهابية، التي ضمت أربعة عناصر، درست في بداية الأمر استهداف فنادق مليئة بالإسرائيليين، لكنهم قرروا في نهاية المطاف تنفيذ العملية في منطقة مطار بورغاس. وذكر فلوروف أن عناصر المجموعة الإرهابية المشتبه بها ينتمون إلى حزب الله على الأغلب، وأنهم مواطنون ذوو مواطنة مزدوجة- لبنانية إلى جانب كندية واسترالية- الأمر الذي مكنهم من التنقل في الاتحاد الأوروبي من دون عوائق. "نحن نعرف أسماءهم" قال المسؤول البلغاري وأردف "نعتقد أنهم مكثوا في بلغاريا، وأن ثلاثة منهم ما يزالون على قيد الحياة بعد أن مات أحدهم". وتطرق رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى نتائج التحقيق البلغاري قائلا إن الأدلة: "تثبت ما كنا نعرفه مسبقا، أن حزب الله وراعيتها، إيران، يديران حربا إرهابية عالمية عابرة للحدود والقارات. الهجوم في بورغاس كان واحدا من سلسلة هجمات خُططت ونُفذت على يد حزب الله وإيران". وبموازاة الاتهامات البلغارية لحزب الله وإيران، أعلن مكتب الشرطة الأوروبية "اليوروبول"، وهو جهاز ينسق العمل بين أجهزة الشرطة في دول الاتحاد الأوروبية، وساهم في التحقيق مع السلطات البلغارية، أنه لم يجد علاقة مباشرة بين إيران والعملية الإرهابية.