يقول تعالى في كتابه الكريم [ وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون] (البقرة 184) وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الطبراني " صوموا تصحوا " و لقد اكتشف العلم الحديث السر في قوله تعالى [ وأن تصوموا خير لكم ]؟؟؟ نظرا لما ثبت من أهمية الصيام للجسم في أنه يساعده على القيام بعملية الهدم التي يتخلص فيها من الخلايا القديمة وكذلك الخلايا الزائدة عن حاجته مما يمثل وقاية من الأورام و حماية من مرض السكري كما أنه حتما يؤدي الى انقاص الوزن لذا فالصيام يعد أفضل و أرخص طبيب تخسيس على الإطلاق كما ثبتت فائدة الصوم في علاج بعض الأمراض الجلدية و الوقاية من مرض النقرس و التقليل من فرصة حدوث جلطات بالقلب و المخ ، ونظام الصيام المتبع في الإسلام - والذي يشتمل على الأقل على أربع عشرة ساعة من الجوع والعطش ثم بضع ساعات إفطار - هو النظام المثالي لتنشيط عمليتي الهدم والبناء، وهذا عكس ما كان يتصوره الناس من أن الصيام يؤدي إلى الهزال والضعف. وهناك أسئلة شائعة توجه لي كل عام في رمضان من مرضى الكبد سأحاول الرد عليها فيما يلي: هل يصوم المرضى الذين يعانون من أمراض في الكبد في غالب الأحيان يمكنهم الصيام بشرط أن تكون حالة الكبد مستقرة ووظائف الكبد متكافئة، ولا توجد لديهم مضاعفات أو أمراض أخرى تمنعهم من الصيام، ولا توجد أدوية تؤخذ على فترات متقاربة. وقد يكون الصيام مفيدا لبعض المرضى مثل المصابين بالكبد الدهني، حيث إن الصيام مع الحمية الغذائية المناسبة قد يؤديان إلى انخفاض الوزن وانخفاض نسبة الدهون في الدم ومن ثم تحسن حالة الكبد، لكن يجب استشارة الطبيب دائما لأخذ النصائح لكل حالة على حدة. متى يفضل عدم الصيام؟ المرضى المصابون بتليف كبدي في مراحله المتأخرة، ووجود مضاعفات مثل تكرر الغيبوبة الكبدية واستسقاء البطن والتهاب الغشاء البريتوني وحدوث قىء دموي و تأثر وظائف الكلى وسوء الحالة العامة للمريض و كذلك وجود أورام خبيثة بالكبد . المرضى الذين يتعاطون أدوية تؤخذ على فترات متقاربة مثل الملينات التي تعطى للمرضى المصابين بإضطراب الوعي الكبدي المزمن أو المرضى الذين يتعاطون أدوية مدرة للبول، خصوصا بجرعات عالية لعلاج الاستسقاء واحتباس السوائل في الجسم. المرضى الذين يتعاطون عقار "الانترفيرون" لعلاج الإلتهاب الكبدي الفيروسي (سي) والذي يسبب لهم مضاعفات مثل ارتفاع درجة الحرارة والغثيان والتقيؤ أو الإعياء العام مما قد يجعل الصيام صعباً عليهم، خصوصاً في الأيام التي يتعاطون فيها الجرعة العلاجية ولكن يتم تقييم كل حالة على حدة. أمور واجب مراعاتها : الابتعاد عن الأكل المضاف إليه ملح للذين لديهم استسقاء وتورم في القدمين وسوائل في تجويف البطن. التقليل قدر المستطاع من الدهون الحيوانية الموجودة في اللحم والألبان ومشتقاتهما، واستخدام كميات قليلة من الدهون النباتية. تقليل كمية البروتينات للمرضى المصابين بإضطراب الوعي الكبدي. الإقلال من العصائر والتمور لما تحتويه من كميات عالية من البوتاسيوم، وذلك للمرضى الذين يتناولون مدرات للبول ومن النوع الذي يؤدي إلى الاحتفاظ بالبوتاسيوم في الجسم مثل دواء "الداكتون" ويمكن تناولها بكميات قليلة ومقننة. تقبل الله منا و منكم صيامنا و كل عام و الأمة الإسلامية بخير و بصحة الدكتور احمد غلوش