أعلنت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" الموالية لتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن اختطاف ثلاثة مصريين غرب مالي، في تطور خطير يعكس تصاعد التوترات الأمنية في منطقة الساحل الإفريقي، وكشفت الجماعة في وقت سابق عن احتجاز مصريين اثنين، قبل أن تؤكد لاحقًا اختطاف ثالث على الطريق الرابط بين سيغو وباماكو شرقي العاصمة المالية، وفق ما نقلته منصاتها الإعلامية. وقالت الجماعة في بيان متداول عبر قنواتها على مواقع التواصل، إن المخطوف الثالث رجل أعمال مصري، زاعمة أنه يتعاون مع سلطات باماكو، مشيرة إلى أنها تطالب بفدية قيمتها 5 ملايين دولار مقابل الإفراج عن المختطفين الثلاثة. ويأتي هذا التطور في إطار تصعيد أوسع تشنه الجماعة ضد حكومة باماكو، يستهدف فرض حصار اقتصادي خانق عبر إغلاق الطرق الحيوية، ما أدى إلى نقص الوقود وتعليق الدراسة في المدارس والجامعات، فضلاً عن ارتفاع أسعار السلع بأكثر من 200%. وتُقدّر التقارير أن الجماعة تسيطر على نحو 80% من إنتاج الذهب في منطقة كايس، وسط تزايد حوادث إحراق الشاحنات واختطاف السائقين، وخلال الأشهر الماضية، شهدت مالي سلسلة من عمليات الاختطاف استهدفت رعايا أجانب، حيث تم اختطاف 5 هنود يعملون في مشروع كهرباء غربي باماكو، و4 صينيين في مناطق تعدين كايس منذ يوليو، إضافة إلى إيراني قرب العاصمة في سبتمبر الماضي. وبحسب مركز "سوفان" للاستخبارات، فإن الجماعة تفرض الآن سيطرتها على مساحات واسعة شمالي وغربي مالي، فيما حذّرت منظمة العفو الدولية من أن المنطقة تقف على حافة كارثة إنسانية مع تجاوز عدد النازحين داخليًا 440 ألف شخص.