مع التغيرات المناخية الحادة والمتسارعة التي يشهدها كوكب الأرض، أصبحت العديد من المدن المصرية مهددة خلال فصل الشتاء، الذي يفصلنا عنه أسابيع قليلة، بتقلبات جوية قاسية تشمل عواصف ثلجية وانخفاضًا كبيرًا في درجات الحرارة قد يصل إلى ما دون درجة التجمد. وفي ظل هذه الأجواء الباردة، ينصح مالكو السيارات بإجراء فحص دوري لسائل تبريد المحرك، إذ يمكن أن يتعرض للتجمد، مما قد يؤدي إلى أضرار جسيمة في المحرك ويؤثر سلبًا على أدائه وسلامته. مضاد التجمد أوضحت مجلة السيارات "أوتو تسايتونج" أن ما يعرف بمضاد التجمد، وهو في الغالب عبارة عن مزيج من الإيثيلين جليكول والماء، يمنع تجمد سائل تبريد المحرك، وبالتالي يحمي المحرك من التلف الناتج عن انخفاض الحرارة. وأضافت المجلة الألمانية أنه على الرغم من أن جميع سوائل التبريد تحتوي عادة على مادة مانعة للتجمد، فإن فعالية هذه المادة تتراجع بمرور الوقت أو بسبب نسبة خلط غير صحيحة بين الماء والمادة المركزة. لذلك يعد الالتزام بنسبة المزج المثالية بين المادتين أمرا أساسيا لضمان حماية المحرك في درجات البرودة القصوى. وقبل حلول الشتاء، ينصح بفحص مستوى سائل التبريد ومقدار الحماية من التجمد، سواء في ورشة متخصصة أو يدويا عبر خزان الموازنة في حجرة المحرك. ويجب أن يكون مستوى السائل دائما بين علامتي «الحد الأدنى» و«الحد الأقصى». ألوان متنوعة وتتنوع ألوان سوائل التبريد بين الأحمر والأزرق والبنفسجي والوردي، بالإضافة إلى الأخضر والأصفر والبرتقالي، غير أن اللون لا يعكس التركيبة الكيميائية للسائل، بل يستخدم فقط للتمييز البصري بين الأنواع، لكن الأهم هو التحقق من المواصفة التقنية المطابقة للمركبة، وهي مذكورة في دليل الاستخدام أو على خزان السائل نفسه. ولا يجوز خلط أنواع مختلفة من سوائل التبريد؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى تفاعل كيميائي يسبب ترسبات وانسدادات داخل النظام، وربما تآكلا في مضخة الماء. وينبغي بشكل خاص تجنب خلط السوائل الخالية من السيليكات (وغالباً تكون حمراء) مع الأنواع المحتوية على السيليكات (وغالباً زرقاء). ونظرا إلى أن الألوان غير موحدة بين الشركات، يبقى الاعتماد على المواصفة المعتمدة من الشركة المصنعة هو المعيار الأساسي عند إعادة التعبئة. أما عند المزج، فيجب الالتزام دائما بتعليمات الشركة المصنعة للمركبة؛ لأن تركيبة مضادات التجمد تختلف تبعا لنوع نظام التبريد في كل محرك. النسبة الصحيحة وأشار الخبراء الألمان إلى أن النسبة الصحيحة بين الماء والمادة المركزة هي التي تضمن الأداء المثالي. وغالبا ما تكون النسبة المثالية بين 50:50 و60:40. فزيادة الماء تضعف مقاومة التجمد، بينما يزيد نقصه خطر ارتفاع حرارة المحرك في الأجواء المعتدلة بسبب ضعف قدرة السائل على امتصاص الحرارة. وفي ما يتعلق بمدة صلاحية سائل التبريد، فلا توجد قاعدة موحدة؛ فبعض الشركات توصي باستبداله كل 50 ألف كلم، فيما تتيح أنواع أخرى استخدامه حتى 100 ألف كلم أو أكثر. وفي السيارات الحديثة، تستخدم سوائل تبريد طويلة الأمد، والتي يمكن أن تمتد فعاليتها إلى 15 عاما أو حتى 250 ألف كلم. وتُدرج الشركات عادة تفاصيل نوع السائل وفترات التبديل في دليل السيارة.