أثار الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، الذي استهدف قيادات من حركة حماس داخل حي سكني بالعاصمة القطرية، تساؤلات واسعة حول مستقبل الوساطة التي تضطلع بها قطر إلى جانب مصر والولايات المتحدة في مفاوضات غزة. من جانبه، انتقد رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الضربة التي تعرضت لها بلاده، واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ب"تخريب فرص السلام" وبأنه "جرّ المنطقة إلى مكان لا يمكن إصلاحه للأسف". وعندما سُئل آل ثاني، الثلاثاء، في مؤتمر صحفي عمّا إذا كانت محادثات وقف إطلاق النار ستستمر بعد الضربة، قال: "لا أعتقد أن هناك أي جدوى" في المحادثات الحالية. لكنه امتنع عن التصريح بأن قطر ستوقف جهود الوساطة. وأكد رئيس الوزراء القطري أن جهود الوساطة "جزء من الهوية القطرية"، ولا شيء سيثنيها عن دورها في هذا الصدد، مضيفًا: "قطر لم تدخر جهدًا وستفعل كل ما في وسعها لوقف هذه الحرب في غزة، ولكن بالنسبة للمحادثات الحالية لا أعتقد أن هناك شيئًا صالحًا الآن بعد ما رأيناه من هجوم اليوم". وأشار تقرير لمركز "Council on Foreign Relations" الأمريكي إلى أنه من الصعب تخيّل أن القطريين سيواصلون ما بدأوه، في إشارة إلى الوساطة في مفاوضات غزة التي بدأت مع اندلاع الحرب في أكتوبر 2023. وقال المركز إنه من وجهة نظر الدوحة، بذلت قطر جهودًا كبيرة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، لتردّ إسرائيل عليها بغارة جوية، مضيفًا: "ونتيجة لذلك، قد تكون مصر هي المفاوض الرئيسي الوحيد في طريق السعي إلى وقف إطلاق النار. إلا أن هذه مهمة غير مجزية، فلا الحكومة الإسرائيلية ولا قيادة حماس تبدوان مهتمتين بالتوصل إلى اتفاق"، وفق ما أورده. وفي السياق ذاته، اعتبر إليوت أبرامز، الدبلوماسي الأمريكي المخضرم والممثل الخاص السابق لإيران وفنزويلا، أن من حق إسرائيل استهداف قادة حماس في الدوحة. وأضاف أبرامز، في حديثه لصحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية أمس: "قد يكون لذلك تداعيات كبيرة، لكن المبدأ الذي يجب أن ندعمه هو أن لإسرائيل الحق في ضرب قادة حماس الذين يحاولون وتدمير إسرائيل. إنهم لا يحظون بالحصانة لمجرد وجودهم في عاصمة دون أخرى"، وفق تعبيره. وتوقع الدبلوماسي الأمريكي تداعيات سياسية محدودة، وقال إن هذه الحادثة ستدفع الدوحة إلى إعادة النظر في استضافة قادة حماس. وقالت "جيروزاليم بوست" إن مسؤولين إسرائيليين يرون أن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت تجمعًا لكبار مسؤولي حماس في قطر ستُسهم في الواقع في دفع مفاوضات صفقة الأسرى. ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي قوله: "في البداية، من المرجح أن تُعلن حماس أنه لن تكون هناك مفاوضات ولا صفقة، ولكن في النهاية ستُستأنف المحادثات". ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن العملية الأخيرة ستؤدي إلى تقليص دور قطر في المفاوضات بشكل كبير.