قال الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن "زيارة قبر سيدنا النبي أمر مشروع ومستحب بإجماع علماء الأمة" خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس" المذاع على قناة الناس اليوم الخميس، أضاف كمال، أن "شد الرحال بقصد زيارة مقامه الشريف ليس فيه حرج ولا بدعة، بل هو من أجلّ القربات وأفضل الأعمال التي تقرّب العبد إلى الله تعالى". وأوضح أمين الفتوى، أن النبي دُفن في مسجده الشريف بالمدينة المنورة. وأشار إلى أن زيارة قبره تعد "من السنن المستحبة التي أجمع العلماء قديمًا وحديثًا على مشروعيتها". واستشهد برأي الحافظ ابن حجر العسقلاني الذي قال إن "زيارة قبره الشريف من أفضل الأعمال ومحل إجماع بين العلماء"، كما أشار إلى القاضي عياض الذي أكد أن "زيارة النبي سنة مجمع عليها من سنن المسلمين". وأضاف الشيخ محمد كمال أن "من يدّعي أن نية زيارة القبر بدعة، فإن قوله مخالف لإجماع العلماء". ولفت إلى أن "علماء المذاهب الأربعة أقروا باستحباب زيارة قبر النبي، بل ألّف كبار العلماء كتبًا خصصوها لإثبات مشروعية شد الرحال إلى النبي، كالإمام التقي السبكي، والحافظ ابن حجر الهيتمي، وغيرهم، وأوردوا الأدلة التي لا تقبل التشكيك". وبيّن الشيخ محمد كمال أن "الوسائل لها حكم المقاصد"، موضحًا أن "السفر للحج وسيلة لعبادة واجبة، وكذلك السفر لزيارة النبي وسيلة لعبادة مستحبة". واستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها"، مشيراً إلى أن هذا "نص نبوي صريح في استحباب زيارة القبور وعلى رأسها قبر النبي". واستشهد بالآية الكريمة: "ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابًا رحيمًا"، موضحًا أن الآية "تشمل حال حياة النبي وبعد وفاته". وأكد أن جمهور المفسرين والعلماء من أمثال ابن كثير، القرطبي، النسفي، والقاضي عياض، ذكروا أنها "تشمل أيضًا من جاءه بعد انتقاله الشريف إلى الرفيق الأعلى، وأنه يُستحب للمسلم تلاوة هذه الآية عند مقامه الشريف". وأكد الشيخ محمد كمال أن "زيارة قبر النبي ليست بدعة، بل هي عبادة شرعية مأجور صاحبها، وأن الإنكار عليها مخالفة للقرآن والسنة وإجماع علماء الأمة". ودعا المسلمين إلى "محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه وزيارته بنية التقرب إلى الله".