أثار أحد أسئلة امتحان مادة اللغة العربية للصف الثالث الثانوي، اليوم جدلا واسعا بسبب غموضه وصعوبته. يقول نص السؤال: أي من الكلمات التالية تعبر عن معنى عبارة "تتلظى الصدور لنعمتك".. في الفقرة الأولى؟ (تتطلع- تتأسى- تحقد- تتحسر). ومن جانبه علق الدكتور عبدالحميد مدكور رئيس مجمع اللغة العربية، على هذا السؤال قائلاً: هذا السؤال خاطيء ويجب أن تلغى درجته من الامتحان، وهذا الكلام يرد على من كتبه ويعاتبون على هذا الأمر. وأضاف مدكور في تصريحات خاصة لمصراوي: لقد ذكر الله سبحانه وتعالى في آية يقول نصها، "فأنذرتكم نارا تلظى"، وهنا لفظ التلظي بمعنى تشتعل أو تحترق، ومعنى الكلمة مضاد تماما ومناقض لكل المفردات التي وردت في السؤال، ولا يمكن أن تحل محلها. وتابع مندهشا: تتظلى معناها تشتعل فكيف يمكن أن تشتعل القلوب بسبب النعمة؟ وأقرب لفظ من الموجود في الاختيارات هي تتطلع، ولكنها ليست نفس معنى تتلظى، أما إذا ذهبنا للاختيارات الأخرى مثل تتحسر أو تتأسى، فهي ألفاظ غير مناسبة لأن النفوس تتوق لنعم الله فكيف يمكن أن تتحسر أو تتأسى؟ وأكمل: إن واضعي امتحانات وزارة التربية والتعليم ماهرين في صناعة الأحجبة والألغاز والغموض، وقد كان لدينا مؤتمر مهم في مجمع اللغة العربية وحذرنا من مثل هذه الأمور التي تنفر الطلبة من اللغة العربية، بأن تضع سؤالا ملغزا له إجابة معينة في بالك ولو لم يستطع الطالب أن يأتي بالإجابة الصحيحة تحرمه من الدرجات، وقلنا أن هذا الأمر منهج خاطئ، ويأتي بنتيجة عكسية، ولا يجب أن يعامل الطالب بمثل هذه الطريقة التي تنفره من اللغة العربية ومن كل ما يتعلق بها. وختم: هذه الأسئلة من باب التلاعب بعقول الناس، دون أن يتم تقديم معلومة صحيحة أو فكرة جيدة أو قراءة صحيحة،