أكدت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس لرئيس الفيليبين التزام الولاياتالمتحدة "الثابت" تجاه بلاده وذلك خلال زيارة تهدف إلى مواجهة توسع نفوذ الصين وتعزيز العلاقات التي شهدت توترا على خلفية انتهاكات حقوق الإنسان في الأرخبيل الواقع بجنوب شرق آسيا. هاريس هي أرفع مسؤول أمريكي يزور مانيلا منذ انتخاب فرديناند ماركوس في يونيو، في مؤشر على تزايد التقارب بين الحليفين بعد سنوات من التوتر في عهد الرئيس السابق رودريغو دوتيرتي القريب من بكين. والتقت هاريس أيضا نظيرتها الفيليبينية سارة دوتيرتي، ابنة الرئيس السابق الذي استدعت حربه الدامية على المخدرات تحقيقا دوليا في انتهاكات مفترضة لحقوق الإنسان. وقالت هاريس لماركوس في مستهل المحادثات في القصر الرئاسي بمانيلا "نقف معكم في الدفاع عن القواعد والأعراف الدولية المتعلقة ببحر الصين الجنوبي". وأضافت أن "هجوما على القوات المسلحة الفيليبينة، وعلى سفن أو طائرات في بحر الصين الجنوبي، من شأنه أن يفعّل التزام الولاياتالمتحدة الدفاعي المشترك ... هذا التزامنا الثابت تجاه الفيليبين". ومن ناحيته قال ماركوس إنه "لا يرى مستقبلا للفيليبين لا يتضمن الولاياتالمتحدة". ترتبط الولاياتالمتحدة بعلاقة طويلة ومعقدة مع الفيليبين، ومع عائلة ماركوس الذي حكم والده المستعمرة الأميركية السابقة لعقدين بدعم من واشنطن التي اعتبرته حليفا في فترة الحرب الباردة. توترت العلاقات بين البلدين خلال حكم دوتيرتي. في 2016 وصف دوتيرتي باراك أوباما بأنه "ابن عاهرة" على خلفية تحذيرات بأن الرئيس الأمريكي آنذاك سيسائله بشأن حرب المخدرات المثيرة للجدل. وتسعى واشنطن الآن إلى تعزيز تحالفها الأمني مع مانيلا في ظل الرئاسة الجديدة. ويشمل ذلك معاهدة دفاع مشترك واتفاق تعاون دفاعي معزز يعود الى العام 2014 ويُعرف اختصارا ب EDCA ويتيح للجيش الأمريكي تخزين معدات وإمدادات دفاعية في خمس قواعد فيليبينية. كما يسمح للقوات الأمريكية بالتناوب في الخدمة في تلك القواعد العسكرية. وتوقف العمل بالاتفاق خلال عهد دوتيرتي، لكن الولاياتالمتحدة والفيليبين تعهدتا تسريع تطبيقه في مواجهة توسع نفوذ الصين. وقال مسؤول أمريكي لصحفيين طالبا عدم كشف اسمه قبل اجتماع هاريس بماركوس "حددنا مواقع جديدة وبدأنا عملية مع الفيليبين لوضع اللمسات الأخيرة عليها". وستتوجه هاريس الثلاثاء إلى جزيرة بالاوان في بحر الصين الجنوبي حيث تتنازع الصين السيادة على مساحات في البحر مع الفيليبين وبروناي وماليزيا وتايوان وفيتنام. وتجاهلت الصين تحكيما دوليا في 2106، قضى بأن لا أساس قانونيا لمطالبتها تلك. كما تلتقي نائبة الرئيس الأمريكي حرس السواحل على متن إحدى أكبر السفن العسكرية في الأرخبيل. - التزام أمريكي - تأتي زيارة هاريس إلى الفيليبين في إطار جهود أمريكية لإزالة أي شكوك بشأن التزامها بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في وقت تنشط الصين في توسيع نفوذها الإقليمي. كما تأتي عقب اجتماعين منفصلين للرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته هاريس، بالرئيس الصيني شي جينبينج الأسبوع الماضي. وأكدت هاريس على رسالة بايدن المتمثلة في أنه "يتعين علينا المحافظة على خطوط التواصل مفتوحة من أجل إدارة التنافس بين بلدينا بشكل مسؤول" وذلك خلال اجتماعها بالرئيس الصيني على هامش قمة منتدى التعاون لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ (ابيك)، حسبما ذكر مسؤول في البيت الأبيض. وفيما قد تثير زيارتها إلى بالاوان انزعاج الصين، فإن الولاياتالمتحدة ستحقق مكاسب أكثر بتوجيه رسالة طمأنة إلى الفيليبين، على ما يرى جريج بولينج، مدير مؤسسة "مبادرة الشفافية البحرية لآسيا" ومقرها في الولاياتالمتحدة. وقال بولينج إن "الفيليبين ستكون مطمئنة أكثر مقارنة بانزعاج الصين". وردا على سؤال بشأن زيارتها إلى بالاوان قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج إن الوزارة وفيما لا تعترض على الاتصالات الأمريكية في آسيا "إلا أنها ينبغي أن تؤدي إلى السلام والاستقرار الإقليميين ويجب ألا تقوض مصالح الدول الأخرى". ومن بين المبادرات التي سيتم إطلاقها خلال زيارة هاريس، محادثات بشأن اتفاق نووي مدني بين الولاياتالمتحدة والفيليبين. ومن شأن الاتفاق أن يؤدي إلى مبيعات مستقبلية لمفاعلات نووية أمريكية للدولة الواقعة بجنوب شرق آسيا. وماركوس مؤيد قوي للطاقة المتجددة ويشدد على ضرورة إعادة النظر في بناء محطات الطاقة النووية في الدولة المعرضة للكوارث. ولكن قبل أن تتمكن الولاياتالمتحدة من بيع معدات نووية للفيليبين، يتعين على البلدين التوقيع على اتفاقية نووية مدنية تعرف باسم "اتفاقية 123" تهدف إلى منع انتشار الأسلحة النووية.