صرحت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة أنها اكتشفت 36 حالة إضافية من جدرى القرود في البلاد. وبإضافة الحالة الجديدة التي عثر عليها في اسكتلندا اليوم الاثنين، يرتفع إجمالي عدد الإصابات في المملكة المتحدة إلى 57 حالة. وظهرت حالات الأصابة بالفيروس النادر - الذي يسبب طفحا جلديا وحمى - في جميع أنحاء العالم في الأسابيع الأخيرة، وهو أمر غير معتاد. ويؤكد خبراء الصحة أن المخاطر الإجمالية للفيروس لا تزال منخفضة، وأنه يمكن احتواء المرض. وقالت كل من وكالة الصحة العامة في أيرلندا الشمالية والصحة العامة في ويلز إنه لم تسجل لديهما أي حالات مؤكدة. وقالت الحكومة البريطانية إنه لا توجد خطط لعقد اجتماع للجنة الطوارئ الحكومية كوبرا بشأن جدري القرود، أو لفرض أي حظر سفر. وقال مستشفى تشيلسي وويستمنستر في لندن إن "حوالي 10" موظفين في عيادات الصحة الجنسية التابعة لها يخضعون للعزل الذاتي في المنزل بعد الاتصال الوثيق بمريض مصاب بجدرى القرود. وقالت الدكتورة كلير ديوسناب، رئيسة الجمعية البريطانية للصحة الجنسية وفيروس نقص المناعة البشرية، لبي بي سي إن "ما يصل إلى 10 موظفين" في عيادة أخرى للصحة الجنسية يخضعون للعزل الذاتي. لكن لم يتم الكشف عن الموقع. وأدخلت العيادات الآن نظاما صارما في ضرورة استخدام معدات الحماية الشخصية عند التعامل مع الفيروس. وتم تسجيل حوالي 100 حالة مؤكدة على مستوى العالم حتى الآن. "موقف يمكن احتواؤه" وقالت ماريا فان كيرخوف، المسؤولة عن الأمراض الناشئة في منظمة الصحة العالمية، إننا يجب أن نتوقع رؤية المزيد في الأيام المقبلة، لكننا نملك الأدوات اللازمة لوقف الفيروس. وأضافت "هذا وضع قابل للاحتواء، لا سيما في البلدان التي نشهد فيها تفشي الفيروس في جميع أنحاء أوروبا، وفي أمريكا الشمالية أيضا" واضافت: "يمكننا وقف انتقال العدوى من إنسان إلى إنسان". ولا ينتشر الفيروس عادة بسهولة بين الناس، ولكن يمكن أن ينتقل من خلال الاتصال المباشر بين الأشخاص عن طريق: "لمس الملابس أو الفُرُش أو المناشف التي يستخدمها شخص مصاب بالطفح الجلدي لجدري القرود، ولمس بثور الطفح الجلدي لجدري القرود، وسعال أو عطاس الشخص المصاب بطفح الجلدي (جدري القرود)". وحثت الدكتورة سوزان هوبكنز، من وكالة الأمن الصحي البريطانية، الناس على أن ينتبهوا لأي طفح جلدي أو بقع غير عادية وسرعة الاتصال بخدمة الصحة الجنسية إذا ظهرت عليهم أي أعراض. وقالت إنه "عُثر على نسبة ملحوظة من الحالات الحديثة في المملكة المتحدة وأوروبا في الرجال المثليين وثنائيي الجنس، لذلك نحن نحث هؤلاء الرجال بشكل خاص على الانتباه لأي أعراض". أما آندي سيل مستشار منظمة الصحة العالمية، فقال "بينما نشاهد بعض الحالات لدى الرجال، فإن هذا ليس "مرضا خاصا بالمثليين" كما وصفه بعض الأشخاص ووسائل التواصل الاجتماعي". وأضاف في جلسة بث مباشر على وسائل التواصل الاجتماعي تم إعدادها للإجابة على أسئلة الجمهور "يبدو من الواضح أنه مرتبط بالاتصال المباشر، سواء من خلال التواصل الاجتماعي أو ربما الاتصال الجنسي". وسيُطلب من أي شخص معرض لخطر الإصابة بجدري القرود - أولئك الذين يعيشون مع شخص مصاب به، على سبيل المثال - العزلة في المنزل لمدة تصل إلى 21 يوما، بما يتماشى مع الإرشادات الرسمية. وأكدت الحكومة البريطانية أنها اشترت إمدادات من لقاح الجدري، ويتم حاليا تقديمه للأشخاص المخالطين والقريبين من أي شخص تم تشخيص إصابته بجدري القرود لتقليل مخاطر الإصابة بأعراض المرض والإصابة الحادة بالمرض. ووفقا لمصادر منظمة الصحة العالمية ستكون معظم الحالات الإصابة خفيفة وستتحسن في غضون أسابيع قليلة. إذا أصبت بجدرى القرود، فعادة ما يستغرق ظهور الأعراض الأولى ما بين خمسة إلى 21 يوما. وتشمل الأعراض: الحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر وتضخم الغدد الليمفاوية والقشعريرة والإرهاق. ويمكن أن يتطور إلى طفح جلدي، وغالبا ما يبدأ على الوجه، ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. ويتغير الطفح الجلدي ويمر بمراحل مختلفة - مثل جدري الماء - قبل أن يشكل في النهاية قشرة تسقط لاحقا.
