تخيم أجواء الحزن على قرية محلة مالك، التابعة لمركز دسوق في كفر الشيخ، بسبب وفاة طالبة تقيم بالقرية إثر تعرضها لحادث سير، وقد تذكر الأهالي مواقف الطالبة الإنسانية مع مسنات قريتها والأطفال وزميلاتها. "تعالي بسرعة الحقي بنتك عملت حادثة وودوها المستشفى"، هكذا عندما تلقت روحية يونس، إحدى سيدات قرية محلة مالك، اتصالًا من الأهالي حول تعرض ابنتها هاجر سيد أحمد عبدالوهاب النجار، 14 عامًا لحادث اصطدام سيارة على الطريق أمام القرية أما الأب سيد أحمد النجار، 54 عامًا، والذي يعمل في مجال الزراعة، والفلاحة، مثل زوحته، تلقى اتصالا يفيد بتعرض فلذة الكبد للحادث عندما كان رفقة شقيقته في منطقة كفر الشيخ الأزهرية لقضاء بعض الأعمال الخاصة بها. التقيا الأب والأم في ساحات مستشفى دسوق العام، وحولهما الجيران، والأصدقاء، والأقارب، وابنتهما أمامهما على أحد أسرة قسم الأستقبال والطوارئ متغيرة ملامح الوجه، وجروح متعددة بالرأس جراء إصابتها من الحادث، وحولها الأطباء، وطاقم تمريض لكن سرعان ما رأى والدها بضرورة نقلها لمستشفى خاص في الإسكندرية لتستكمل علاجها فيه. 15 يومًا كانت مدة بقاء هاجر" على قيد الحياة تتلقى العلاج خلالها في عناية مستشفى خاص في ظل دخولها في غيبوبة كاملة، وأجهزة ترصد انفاسها، ومع بداية العشر الأواخر من شهر رمضان المنقضي صعدت روحها إلى بارئها متأثرة بما أصابها ليشبع أهالي القرية جثمانها في جنازة مهيبة. "كانت بتحب تضحك مع العيال الصغيرة..دي كانت مؤدبة وما شوفناش منها حاجة وحشة..كان نفسي اشوف بتي زيها..كانت بتشتري حلويات للاطفال وتوزعها عليها..دي كانت يا استاذ بتود الستات الكبيرة..هاجر الله يرحمها لما ماتت بكت قلوبنا عليها..ده انت ما شوفتش مشهدها كان عامل ازاي"، هكذا تحدث أهالي من القرية عن تلك الطالبة، وتعاملهم معها. وأكد والد الطالبة سيد أحمد عبدالوهاب النجار، ل"مصراوي"، أن ابنته هاجر كان كثيرون من أيناء القرية وأهلها يتعلقون بها من الجيران، وأولياء أمور صديقاتها، وزميلاتها، وكذا الأطفال الصغار الذين كانوا يتعلقون بها لم تفعله معهم عندما كانت توفر للاطفال الحلوى من مصروفها الشخصي، ومودتها الدائمة لسيدات القرية، خاصة من المسنات. وتضيف الأم أن ابنتها يوم وفاتها خرجت من المنزل عقب أدائها صلاة الصبح في الصباح الباكر، وكانت توجهت لمخبز بالقرية لتوفير الخبز للمنزل، وكانت في حالة انبساط، وابتسامة لا تفارقها على وجهها لكن بعد خروجها من المنزل لم تعود فذهبت لقبرها، وننتظر القصاص من عدالة المحكمة رغم الاستفزازات والإدعاءات الكاذبة من المتهم بقتلها. وحددت محكمة جنح دسوق في كفر الشيخ، جلسة يوم 23 يونيو 2022، لإجراء محاكمة السائق الذي صدم الطالبة "هاجر" خلال شهر رمضان الماضي. تعود التفاصيل عندما تلقى اللواء أشرف صلاح، مدير أمن كفر الشيخ، إخطارًا من مأمور مركز شرطة دسوق، يفيد بتلقي المركز إشارة من مستشفى دسوق العام، تفيد بوصول الطالبة هاجر سيد أحمد عبدالوهاب النجار، 14 عامًا، طالبة بالصف الثاني الإعدادي، مصابة بعدة إصابات نتيحة حادث سير. وبتوقيع الكشف الطبي عليها، ووفق التقرير الطبي رقم 06407 تبين وجود جرح متهتك بفروة الرأس، وفقد بعظام الجمجمة، وجرى حجزها بقسم العناية المركزة. وبسؤال والدها المذكور اتهم المدعو "م.م.ا.ع"، 32 عامًا، سائق، ويقيم بقرية السالمية التابعة لمركز فوه بتسببه في إصابتها خلال قيادته السيارة رقم ل ف ج 5148 تعمل على خط دسوق - فوه. وبعد مرور حوالي 15 يومًا، توفيت الطالبة متأثرة بإصابتها في مستشفى خاص بمحافظة الإسكندرية، عقب نقلها للمستشفى الخاص لاستكمال علاجها فيه، فيما حُرر بذلك المحضر رقم 6260 لسنة 2022 جنح مركز شرطة دسوق.
