بيدين متشققتين ووجه مليء بتجاعيد الزمن ولفحات أشعة الشمس، انهمك عم فوزي وأقاربه في جمع ودرس حزم القمح الناتجة من أرضه الطيبة، ما أن شارف العمل على الانتهاء حتى أنطلق من هاتف أحدهم موسيقى فولكلورية، ووجد الأخير نفسه وهو يتراقص لا إراديًا معها فرحًا بحصاد محصوله وإنتاجه الوفير. لم يكن فوزي السعيطي، 62 عامًا من مركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة، يدرك أن مقطعًا صوره إبن أخيه بالمصادفة، ونشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، سيكون سببًا في كل هذه الشهرة التي جناها بعفويته وخفة ظله. " صحيت لقيت الناس بتشاور عليا وتبصلي وتضحك ومكنتش عارف إيه السبب لغاية ما عرفت قصة الفيديو، لكن زعلت لما لقيت فيه صفحات نشراه بإسم واحد تاني من محافظة أسيوط" بهذه الكلمات عبر عم فوزي عن اندهاشه من الشهرة التي حققها المقطع. ويضيف عم فوزي: " كنت فرحان وأنا بحصد ناتج تعبي وشقايا طول السنة والإنتاج الحمد لله كتير ووفير وعمل رقم قياسي مشفناهوش قبل كده، فلقيت نفسي برقص لوحدي والدنيا مش سايعاني". ويقول هاني ابن شقيق عم فوزي ومصور المقطع: " صورت الفيديو زي عشرات الفيديوهات إللي بصورها لينا واحنا بنشتغل في الأرض ونشرته لكن مكنتش متوقع يجيب كل المشاهدات دي". ويقول عبده ابن شقيق عم فوزي: "عمي اتولد وهو بيحب الأرض دي وياما تعب وشقي فيها عشان إخواته، وإللي حصل ده مكافأة من ربنا ليه عشان يفرحه ويسعده لأنه قلبه طيب وكل الناس بتحبه". ويختتم عم فوزي حديثه قائلًا: "إن شاء الله مصر هتفضل بخير ومش هتتأثر بأي أزمات وبفضل الله ثم أهلها وفلاحينها الطيبين هنحقق الاكتفاء الذاتي من القمح، ومش بعيد على ربنا يفيض ونصدره في يوم من الأيام بإذن الله".
