وسط صرخات "أنقذوا المسجد أنقذوا المسجد" كانت ألسنة اللهب تخترق نوافذه، وأدخنة كثيفة تتصاعد، في الثانية بعد منتصف الليل، ومئات الأهالي يهرولون مسرعين في محاولة لدخول مسجد الشيخ علم الدين الرباطي بمدينة منفلوط، لإنقاذه، إلا أن النيران التهمت محتوياته الخشبية لتصبح قطعًا من الفحم، دون إصابات أو خسائر في الأرواح. تاريخ المسجد يعود منذ 100 عام، وسقفه من الخشب المعلق، ويضم بداخله عدد من الأضرحة، والتي لم تمتد إليها النيران. وقال أحد شهود العيان: "خرجت من منزلي على صراخ الأهالي أنقذوا المسجد من الحريق النيران تلتهم محتوياته، وعند فتح باب المنزل شاهدت النيران تخرج من النوافذ، حاولنا فتح أحد أبواب المسجد للدخول ولكن لم نستطع لأن الأبواب كانت مغلقة، لجأ الأهالي إلى إلقاء المياه على المسجد من أعلى المنازل المجاورة في محاولة لإخماد النيران حتى وصلت سيارات الإطفاء". وأضاف: "بعد إخماد الحريق دخلنا المسجد مع قوات الحماية المدنية ولكننا وجدنا أن النيران التهمت كل محتوياته وتحولت إلى أعمدة من الفحم وما تبقى بداخله أكوام من الرماد بسبب الحريق الهائل، مشيرًا إلى أن منبر المسجد ومصلى السيدات من الخشب وجذوع النخيل والنيران التهمتهم وتحولوا إلى كتلة من الرماد". وأكد الدكتور أحمد عوض الصعيدي، مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بأسيوط، إن مسجد علم الدين الرباطي بمنفلوط غير مدرج في قائمة الآثار الإسلامية. وقال الدكتور عاصم قبيصي، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، إن المسجد غير مدرج أثريًا وفور ورود بلاغ الحريق جرى تشكيل لجنة من الإدارة الهندسية وإدارة الأوقاف بمنفلوط، وإدارة شئون المساجد، لحصر التلفيات التي وقعت نتيجة الحريق لعرضها على وزارة الأوقاف واتخاذ الإجراءات اللازمة، محذرًا من جمع أي تبرعات من الأهالي إلا من خلال إدارة أوقاف منفلوط أو عبر الحسابات البنكية للوزارة. وتلقت مديرية أمن أسيوط إخطارًا من مأمور مركز شرطة منفلوط بورود بلاغ من النجدة بنشوب حريق بمسجد الشيخ علم الدين الرباط بمدينة منفلوط. انتقلت إلى موقع الحادث قوات الحماية المدنية والإطفاء والإسعاف وقوات الأمن، وجرى السيطرة على الحريق قبل امتداده إلى المناطق المجاورة، وتبين من الفحص والمعاينة الأولية، أن النيران التهمت أسقف المسجد الخشبية، وجرى إخماد الحريق، دون إصابات. وكشفت المعاينة، أن سبب الحريق ماس كهربائي، وجرى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
