بعد شغلها منصب المستشارة الألمانية لأربع ولايات متتالية (16 عاما)، تستعد أنجيلا ميركل لترك منصبها في أعقاب الانتخابات البرلمانية المقرر أجرائها الأحد المقبل. يصوت الناخبون في ألمانيا، الأحد المقبل، في انتخابات أعضاء البرلمان "البوندستاغ"، في نظام انتخابي خاص، يظهر فيه جملة من التحالفات المعقدة التي تسيطر على المشهد السياسي في البلاد. لا يُتاح للألمان التصويت مباشر على انتخاب مستشار جديد للبلاد، ولكن يتم التصويت لاختيار أعضاء البرلمان، الذين سيشكلون البوندستاغ، ومن ثم اختيار المستشار الألماني الجديد. وفقا لوسائل إعلام ألمانية، يصوت الناخب الألماني مرتين، في الأولى يختار ممثل واحد عن دائرته الانتخابية، وبعدها يصوت على قائمة على المستوى الوطني، وهو الأكثر أهمية، فهو يحدد التوزيع النسبي لإجمالي عدد المقاعد في البوندستاغ بين مختلف الأحزاب التي حصلت على أكثر من 5 بالمئة من الأصوات. المرشحون يقدم 47 حزبا 6211 مرشحا، إما على قوائم أو بشكل فردي في الدوائر الانتخابية، في جميع أنحاء ألمانيا. وتحاول 6 أحزاب رئيسية، هي الحزبان التاريخيان الرئيسيان (حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، والحزب الديمقراطي الاشتراكي)، وأنصار البيئة بحزب الخضر، والحركة الشعبوية اليمينية المتطرفة "البديل من أجل ألمانيا"، وليبراليي الحزب الديمقراطي الحر، وحزب اليسار الراديكالي "دي لينك"، السيطرة على نتائج الانتخابات. هذا العام، قدم حزب يدعي صراحة أنه نازي مرشحين في ولايتين ساكسونيا وبافاريا. ويبدأ صدور النتائج الأولى اعتبارا من الساعة 6 مساء من يوم الأحد 26 سبتمبر. وسيكون وقتها من الممكن معرفة الحزب المتقدم في الانتخابات. وبعد الإعلان عن الأحزاب المتقدمة في النتائج تبدأ جولة المفاوضات لمحاولة بناء تحالف يكون أساسا للحكومة الجديدة، في حال لم يحصل حزب ما على الأغلبية المطلقة في نهاية الانتخابات وهو ما لم يحدث منذ عام 1961. ويمكن لهذه المفاوضات أن تطول، فبعد انتخابات عام 2017 ، تطلب لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة أنجيلا ميركل 117 يوما لتشكيل الحكومة. تتفق الأحزاب المتحالفة على اسم المستشار الجديد الذي يمثل أخيرا بعد ذلك أمام البوندستاغ الذي سينتخبه رسميا. ووفقا ل"فرانس 24"، فإن المرشحين الحاليين، هم أولاف شولتز عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وأرمين لاشيت بدعم من الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد المسيحي الاجتماعي، وأنالينا بربوك عن حزب الخضر، وكريستيان ليندنر الذي يرتدي ألوان ليبراليي الحزب الديمقراطي الحر. حزب البديل اليميني المتطرف يقدم من جهته ثنائي مؤلف من تينو تشروبالا وأليس وايدل.
