منذ نعومة أظافره وهو يعمل لمساعدة أسرته البسيطة التي تقيم في منزل ريفي بناحية قرية بني حميل التابعة لمركز البلينا جنوبيسوهاج، حتى بلغ عمره حوالي 15 عامًا ليتجه "مخلوف" للعمل في مجال المعمار تارة في مركزه والمراكز المجاورة وتارة أخرى في محافظة القاهرة وغيرها من محافظات الوجه البحري، إلا أن النهاية لم تكن سعيدة قبل زفافه. نصار مخلوف 26 عامًا، عامل يقيم النجع البحري بناحية قرية بني حميل بالبلينا، طالما حلم بتكوين أسرة والزواج من إحدى فتيات قريته أو القرى المجاورة، ليشق طريقه الذي رسمه واستفاد فيه من جلوسه مع الكبار وعمال المعمار التي ارتضاها مهنة له، تاركًا التعليم في المرحلة الإعدادية ليبدأ تحويشة عمره وحصالة كده وعرق جبينه منذ حوالي 10 أعوام مضت. ليجد مواصفات شريكة حياته في إحدى فتيات قرية البور المجاورة لقريته ليتقدم لخطبتها ويرتضيه أهلها رجلًا يحافظ على ابنتهم في السراء والضراء، شيد الشاب عش الزوجية وبناه من طابق واحد بالطوب الأبيض والأسمنت وجعل سقفه من العروق والألواح الخشبية، "هذا على قدر استطاعتي"، هكذا قال الشاب عن منزله بعد أن فقد حلمه في الزواج من الفتاة التي أحبها وأحبته قبل ليلة الزفاف ب24 ساعة. أحضر أهل العروس جهاز ابنتهم لمنزل الزوجية وفرشوا الشقة وأعدوها لليلة الزفاف، وأخذ أهل العروس يحتفلون بليلة الحناء بقريتهم "البورة" وأهل العريس يحتفلون بليلة الحناء بقريتهم "بني حميل"، وكعادة أهالي غالبية قرى جنوبسوهاج أخذ العريس وأقاربه وأصدقائه يقدمون العشاء والمشاريب الباردة والساخنة للمعازيم، والجميع يحتفل على أنغام الدي جي في دوار العائلة والذي يبعد عشرات الأمتار عن منزل العريس. قبل منتصف الليل انتهت نغمات الدي جي، وكعادة القرية خرج العريس وأصدقائه وأقاربه رجالًا ونساءًا يجوبون بالحناء في محيط دوار العائلة ابتهاجًا وفرحًا بزفاف ابنهم، الجميع يغني ويردد الأغاني الشعبية "يا اللي على الترعة حود على المالح"، خد وردة يا عرسنا خد وردة دا عروستك حلوة نقاها خالك"، ليلة الحنة يا ليلة الحنة" وغير ذلك من الأغاني الشعبية. "إلحق شقتك بتولع يا عريس" كلمات قالها طفل أثناء الاحتفال بالحناء جعلت الجميع يسرع نحو الشقة لمطالعة الأمر، وفجأة بُددت كلمات الفرح إلى استغاثات ومحاولة طلب الحماية المدنية لإنقاذ عش الزوجية من الاحتراق وإخماد النيران التي بدأت بأدخنة ثم تحولت إلى نيران. بعد السيطرة على الحريق بمعرفة قوات الحماية المدنية ومساعدة الأهالي، جلس العريس يسترجع شريط ذكرياته بداية من حلمه في بناء منزل والزواج بفتاة ينجب منها أطفالًا حتى تحول الحلم وانقلب في طرفة عين إلى كابوس بعد نشوب النيران في المنزل وتلف غالبية محتوياته وسقفه، وتأجيل الفرح لأجل غير معلوم. ويبقى أمل الشاب متعلقًا بمساعدات أهل الخير وجمعيات المجتمع المدني لإتمام زفافه، الذي حلم به وكافح من أجله 10 سنوات عاملًا في المعمار. وشهد النجع البحري بناحية قرية زرابي برخيل دائرة مركز شرطة البلينا جنوبي محافظة سوهاج، مساء أمس الأربعاء، نشوب حريق في شقة سكنية قبل ساعات من حفل زفاف مالكها. تلقى اللواء محمد شرباش، مدير أمن سوهاج إخطارًا من مركز شرطة البلينا بنشوب حريق بناحية قرية زرابي برخيل دائرة المركز. وبالانتقال والفحص، تبين من التحريات نشوب حريق بشقة بالطابق الأرضي مشيدة بالطوب والأسمنت ومسقوفه بالعروق والألواح الخشبية ملك "نصار. م" 26 عامًا عامل، وأفادت المعاينة أن سبب الحريق ماس كهربائي، ونفى المذكور الشبهة الجنائية في الواقعة. وأفاد مالك الشقة المذكور أن مساء أمس الأربعاء كان الاحتفال بليلة الحناء وتجمع المعازيم والأصدقاء بدوار العائلة بذات الناحية، مضيفًا أنه أثناء الاحتفال بليلة الحناء على نغمات الدي جي فوجئ أخبره أحد الأشخاص باشتعال النيران في الشقة، ما جعل الجميع يهرع إلى منزل الزوجية لمحاولة السيطرة على النيران قبل أن تأتي على محتويات الشقة. وأضاف المذكور أن النيران أتت على غالبية محتويات الشقة، وتسببت في تلف سقف الشقة، ما دفعه لتأجيل ليلة الزفاف حتى يجرى إصلاح ما تلف بسبب الحريق، خاصة أنه يعمل في مجال المعمار في محافظة القاهرة. اقرأ أيضًا: قبل ساعات من الزفاف.. النيران تلتهم شقة عريس ليلة الحناء بسوهاج - صور
