حالة من الخوف يعيشها العالم من انتقال مرض الفطر الأسود الذي انتشر في الهند بعد إصابة الآلاف وخاصة بين متعافي فيروس كورونا المستجد، ووصل الأمر إلى استئصال أعين الكثيرين للحفاظ على حياتهم بعد تفشي الفطر الأسود داخلهم، وانتقل هذا الخوف بين المصريين بعد ما كشفت وزارة الصحة المصرية عن رصد حالات من مرض الفطر الأسود وتحويل مستشفى النجيلة إلى عزل لاستقبال مصابي المرض الفطري. -"الصحة" تحذر من سوء استخدامه ويرتبط مرض الفطر الأسود بنقص المناعة، كما أرجعته وزارة الصحة إلى عدة أسباب جاء على رأسها الاستخدام المفرط لمرضى الكورونا للكورتيزون، مؤكدة أنه يتسبب في الإصابة بمرض الفطر الأسود، وفق ما ذكره الدكتور حسام حسني رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا بوزارة الصحة، الذي حذر من سوء استخدامه، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "الحكاية" مع الإعلامي عمرو أديب. -أول حالة مصابة ب"الفطر الأسود" بعد تناول الكورتيزون وظهرت الثلاثاء الماضي أول حالة مصابة بالفطر الأسود لسيدة من الفيوم، بعد أن تناثرت الأقاويل حول وفاة الفنان سمير غانم بسبب الفطر الأسود، إذ قال شيقيقه إنه أُصيب به، عقب تعافيه من فيروس كورونا المستجد. وكشفت ابنة أول مصابة بالفطر الأسود في مصر، لمصراوي، الخميس، إن والدتها أصيبت بفيروس كورونا المستجد في بداية الأمر، وأعطيت دواء الكورتيزون لمساعدتها على مواجهة كورونا، والذي أدى إلى تثبيط جهاز المناعة لديها بصورة واضحة. وأضافت نجلة المصابة: "بعد أن تعافت من فيروس كورونا المستجد، بدأت في الشكوى من وجود ألم في الجزء الأيسر من وجهها بالكامل.. بعدها اشتكت من وجع في نص وشها الشمال ومن صداع مستمر، وبدأت تقول فيه حاجة في بوقي والصداع مستمر دون توقف". -سلاح ذو حدين وحول الاستخدام المفرط للكورتيزون من قبل مرضى كورونا، وتسببه في الإصابة بالفطر الأسود، يعلق الدكتور محمد عز العرب- استشاري الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية والفيروسات، الذي وصفه ب"سلاح ذو حدين"، مشددًا على ضرورة أن يتم تناوله تحت إشراف طبي. واستنكر عز العرب في تصريح ل"مصراوي"، تناول البعض بروتوكول كورونا دون استشارة طبيب نقلًا عن آخرين، إضافة إلى بعض حالات الاشتباه التي تتناول البروتوكول عن طريق الإنترنت والصفحات المجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي، موضحًا أن كل حالة إصابة يحدد لها بروتوكول محدد حسب إصابتها. وأشار إلى أنه علميًا لا يستخدم الكورتيزون لعلاج الكورونا، موضحًا أن الكورونا عبارة عن التهاب فيروسي يستخدم في علاجه المضادات الفيروسية وأدوية تساعد على زيادة معدل المناعة بالجسم، بينما الكورتيزون يقلل المناعة. -متى يتناول مريض الكورونا الكورتيزون؟ وأضاف أن الكورتيزون يتم اعطائه لمريض الكورونا في وقت معين وهو بعد مرور خمسة أو ستة أيام من الإصابة، معللًا اللجوء لاستخدامه في تلك الفترة تحديدًا بأنها مرحلة تسمى بالعاصفة المناعية حيث ينشط جهاز المناعة ويحتاج إلى تقليلها، ليكون ذلك من خلال الكورتيزون. وأفاد عز العرب بأن المرحلة التي ينشط فيها جهاز المناعة تعرف بدلالات الالتهاب وبعض العلامات الإكلينيكية، والتي تظهرها التحاليل ويحدد على إثرها إذا كان المريض يحتاج إلى تناول الكورتيزون أو لا، منوهًا إلى أنه يتم إعطائه لمصابي الحالات المتوسطة والشديدة فقط، ومشيرًا إلى أن الجرعات التي تكون عبارة عن حقن أسرع ويأتي بعدها الحبوب، على أن تعطى بكميات معينة، تحت إشراف طبي. أما عن الفطر الأسود فيوضح أنه يعد من الكائنات الانتهازية، مشيرًا إلى أنه موجود في البيئة والتربة، كما يتواجد في أجسامنا في الجيوب الأنفية والغشاء المخاطي للأنف، ولكنه متعايش لا يصيب الإنسان مادامت مناعته جيدة. ونوه عز العرب إلى أن مريض كوررونا إذا بدأ البروتوكول العلاجي بتناول الكورتيزون ستنخفض المناعة لديه، مشيرًا إلى أن الإصابات الشديدة في الهند معظمها لمرضى السكر ومن لديهم جهاز مناعة ضعيف وتناولوا الكورتيزون ضعفت مناعتهم أكثر مما كانت عليه. -مخاطر الفطر الأسود كما نوه أيضًا إلى أن مرض الفطر الأسود من الأمراض الخطيرة فحينما يصيب الأغشية المخاطية للأنف والجيوب الأنفية ومنطقة العين والرئتين، وإذا لم يتم التعامل مع الحالة بشكل سريع، قد يصيب أغشية المخ ويؤدي للوفاة، أو يصل إلى الدم ليتسبب في الإصابة بتسمم فطري في الدم . وشدد على ضرورة أن يتم علاج مرضى الفطر الأسود في مراكز متخصصة ورعاية مركزة بواسطة فريق متكامل شامل، ليشمل كلًا من طبيب عدوى وأنف وأذن وصدرية ومخ وأعصاب إضافة إلى أطباء رمد وجراحة، مشيرًا إلى أنه حينما يصل الفطر لعظام الفك أو الوجه يتم استخدام الاستئصال الجراحي.
