مستشفى الحميات بمحافظة أسيوط واحدًا من مستشفيات العزل الذي شارك بقوة في مواجهة الموجة الأولي من جائحة فيروس كورونا المستجد، ونجح الأطباء والتمريض بالمستشفى في التصدي للجائحة وعلاج وشفاء عشرات المصابين، وسطروا ملحمة بطولية قدم الجميع أفضل ما لديهم من الخدمة الطبية على مدار ال9 أشهر الماضية دون كلل أو تقصير مع أحد. "الجيش الأبيض" اكتسب خبرته من خلال معايشة الحجر الصحي والتعامل مع مرضى كورونا واستقبال الحالات يوميًا، ما جعلهم ماضون في استكمال رسالتهم الإنسانية ومواجهة الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد. "مصراوي" رصد أجواء العمل داخل المستشفى، من خلال السطور التالية: الدكتورة منال محجوب محمود، مديرة مستشفى حميات أسيوط، تقول ل"مصراوي": إن المستشفى جاهز لمواجهة الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد وذلك بعد انتهاء أعمال تطوير ورفع كفاءة المستشفى في مايو الماضي ضمن خطة وزارة الصحة بتطوير المنشآت الصحية بأسيوط، مشيرة إلى أن السعة السريرية للمستشفى 114 سريرًا، منهم 10 أسرّة عناية مركزة و104 سرير بالأقسام الداخلية منهم 97 سرير مخصص لحالات الاشتباه بالكورونا و7 أسرّة مخصصة لحالات العزل. وتضيف مديرة مستشفى حميات أسيوط، أنه جرى تركيب تانك أكسجين مركزي سعة 10 آلاف لتر ويعد أكبر إضافة بالمستشفى ويجرى توصيل شبكة الأكسجين داخل الأقسام الداخلية والعنايات المركزة وغرف العمليات، وتشغيل شبكة الغازات وزيادة قدرتها الاستيعابية بالمستشفى، والذي يعد أهم الركائز في علاج مرضى كورونا. وتشير محجوب، إلى تطوير الأقسام الداخلية بالمستشفى لتتواكب مع معايير مكافحة العدوى والجودة وضمان عدم تعرض المرضى لأي نوع من نقل العدوى من المريض إلى الأطقم الطبية أو بين المرضى؛ وفصل قسم الاستقبال عن العيادات الخارجية وإضافة 5 عيادات خارجية بمبنى مستقل بالمستشفى، وإنشاء قسم العناية المركز كإضافة كبيرة تناسب المرحلة الحالية وإضافة قسم مناظير الجهاز الهضمي وتطوير المعمل الرئيسي بما يتناسب مع عمل التحاليل اللازمة لمرضى كورونا". ولفتت إلى أن المستشفى يستقبل يوميًا من 20 إلى 30 حالة مترددة سواء ظهرت عليهم أعراض المرض أو لم تظهر، بل جاءوا للتأكد من سلامتهم، ويجرى الكشف عليهم وإجراء التحاليل اللازمة والأشعة المقطعية على الصدر لهم للتشخيص، مشيرة إلى أن الحالات التي بعد الفرز والفحص الطبي وتظهر الاشتباه بإصابتها بكورونا يجرى عمل مساحات لهم مجانًا وصرف العلاج الكامل وفق البروتوكولات المعتمدة للعلاج بوزارة الصحة مجانًا". وأكدت محجوب، على استقبال المرضى وفرز الحالات وتحديد المريض والمشتبه في إصابته بفيروس كورونا، بعدها يجرى التعامل معه من خلال الفريق الطبي والتمريض بقسم الاستقبال من قياس درجة الحرارة ونسبة الأكسجين في الدم ويتم تسجيل ومراجعة البيانات من خلال الطبيب، بعدها يتم تحديد الحالة إذا كان مشتبه أو محتمل أو مؤكد إصابته بالفيروس بعدها يجرى التعامل معه". وأوضحت محجوب، أنه يجرى عمل فحوصات الدم والأشعة من خلال انتقال فني بمعمل المستشفى والتوجه إلى غرفة الاستقبال منعًا لتجول المريض المشتبه إصابته داخل طرقات المستشفى، وبعد ظهور نتائج التحاليل من المعمل بعدها يحدد الطبيب ما إذا كان يحتاج المريض العزل المنزلي وصرف العلاج الكامل وفق البروتوكولات المعتمدة مجانًا، أو حجزه داخل المستشفى وتلقي العلاج؛ مؤكدة أن وزارة الصحة وفرت كميات كبيرة من العلاج الخاص بمرضى كورونا". واستطردت مديرة مستشفى الحميات، أنه في حالات العزل المنزلي يجرى أخذ توقيع المريض على إقرار بأن المنزل يصلح للعزل مع إعطائه العلاج، أما في الحالات المتوسطة أو الحادة من الإصابة بالفيروس والتي تحتاج إلى الحجز داخل المستشفى يجرى عمل إجراءات الدخول والسير في المسار المحدد للمرضى بعيدًا عن المسار الآمن الذي يسير فيه بقية المواطنين المترددين والتشديد على ارتداء الفرق الطبية للواقيات الشخصية أثناء التعامل مع الحالات المرضية، لمنع انتشار العدوى؛ كما يجرى متابعة مرضى كورونا حتى تماثلهم للشفاء". تتحدث اسماء أحمد عبدالحميد، أخصائية تمريض بمستشفى الحميات، عن الإجراءات التي يتخذونها في استقبال المستشفى، قائلة:" فور دخول المريض قسم الاستقبال نقيس له درجة الحرارة وتجهيزه للطبيب؛ لتوقيع الكشف الطبي عليه واستكمال باقي الفحوصات الطبية له للتأكد من سلامته أو إصابته بفيروس كورونا، وإذا كان المريض بحاجة إلى سحب مسحة للتحاليل يتم أخذها، أما إذا كانت الأعراض ليست اشتباهًا بكورونا فيتم صرف علاج على حسب حالة المريض". وتشير إلى توافر الواقيات من مواد التعقيم والكمامات بالمستشفى حتى يتم تعقيم مختلف العاملين بالمستشفى، خاصة في ظل تعاملهم المباشر مع الحالات التي تستقبلها المستشفى على مدار اليوم؛ مؤكدة على حصولهم على تدريب مكثف لكيفية التعامل مع المرضى أو حالات الاشتباه، حتى لا يتعرض أحد من العاملين بالقطاع الطبي للعدوى، مع استمرار أعمال التعقيم الدوري للعاملين بالمستشفى وارتداء الواقيات الشخصية. فيما يقول الدكتور محمد أحمد عليان، طبيب مقيم بمستشفى الحميات بأسيوط، إنه فور دخول الحالة إلى المستشفى يتم قياس درجة الحرارة ونسبة الأكسجين بالدم، وعمل التحاليل الأولية من صورة الدم والأشعة على الصدر وبعد ظهور النتائج يحدد ما إذا ان المريض يحتاج للعلاج داخل المستشفى أو العناية المركزة أو العزل المنزلي؛ مشيرا إلى تطبيق الإجراءات الوقائية ومكافحة العدوى وارتداء الكمامة والقفازات والقناع والتعقيم المستمر بالكحل". الدكتورة هند محمد أحمد متولى، مسئول العناية بمستشفى الحميات، تقول إن السعة السريرية للعناية 10 أسرّة كما يوجد 5 أجهزة تنفس صناعي ويجري التعامل مع الحالات بعد فرزها وإجراء صورة دم وأشعة على الصدر وبيان ما إذا كانت الحالة متوسطة ويمكن حجزها بالأقسام الداخلية أو الحالة صعبة ونسبة الأكسجين في الدم أقل 92% ويجرى حجزها داخل العناية ووضعها على جهاز تنفس صناعي واعطائها العلاج الخاص بمرضى كورونا". بدوره، أوضح الدكتور محمد زين الدين حافظ وكيل وزارة الصحة بأسيوط، أن أعمال تطوير ورفع كفاءة بعض أقسام مستشفى حميات أسيوط بحي غرب بتكلفة إجمالية بلغت 32 مليون جنيه، لاستقبال المزيد من الحالات وتوفير الرعاية الصحية والعلاجية المناسبة للمرضى. وأشار وكيل وزارة الصحة بأسيوط، إلى تطوير المعمل الرئيسي للمستشفى ومعمل البكتريولوجي والاستقبال العام واستقبال الحالات المصابة بفيروس كورونا والعناية المركزة والمناظير وحدة الأكسجين المركزي، فضلاً عن تطوير المطبخ "تجهيز الوجبات"، بالإضافة إلى العيادات الخارجية التي جرى إنشاؤها حديثاً ضمن التطوير، كما جرى توفير ماكينة مولد كهربائي "ديزل" لتوفير الكهرباء في حالة الطوارئ أو انقطاعه.