"زوجات البائسين".. كيف أثر صعود ترامب على العلاقات الزوجية في الولايات المتحدة؟

لم تعرف كارول كاثرين أن زوجها تيم من أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حتى اليوم التالي لخسارة هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2016، اتصلت به صباح ذلك اليوم باكية لمشاركته مشاعرها السلبية، فتفاجئت برد فعله وقوله "بالتأكيد خسرت، انها انسانة مروعة".
قالت كاثرين، لشبكة سي إن إن، إن رد زوجها كان أشبه بانطفاء النور فجأة، وقالت لنفسها: "حسنًا سنواجه مشكلة كبيرة".
على مدار السنوات الثلاثة التالية، شعرت كاثرين، هي مؤسسة لمجموعة تحمل اسم "زوجات البائسين" تجمع عدد من زوجات مؤيدي ترامب، أنها تعيش في واقع بديل. كان زوجها تيم حبيبها منذ المدرسة الثانوية، وبالكاد اختلافا خلال السنوات ال11 الأولى من زواجهما، ولكنهما يواجهان الآن مشكلة كبيرة.
لم تعرف كاثرين أن زوجها مناهض للاجهاض، ولم تكن على دراية بموقفه العدواني من الهجرة، ولم يتطرق أي منهما إلى هذه المواضيع قبل ترشح ترامب للرئاسة.
"مكان للتنفيس"
ينطق الأمر ذاته على العديد من زوجات مؤيدي ترامب اللائي شكلن المجموعة الخاصة على فيسبوك منذ تأسيسها العام الماضي. قالت (سي إن إن) إن كاثرين أسست المجموعة في أكتوبر 2019 كمحاولة لمعرفة كيفية التحدث مع زوجها حول السياسة دون انتهاء النقاش بخلاف أو شجار.
تضم المجموعة عدد من الزوجات اللائي تتمنين إلى الحزب الديمقراطي في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وكذلك زوجات الجمهوريين، وأنصار ترامب والموالين له، ويتعاملون معه على أنه مكان للتنفيس عن مشاعرهم ومشاركة حالة الإحباط التي أصابتهم لأنهم متزوجات لمؤيدي الرئيس الجمهوري.
قالت عضوة على المجموعة في منشور: "الأمر أشبه بوجود جدار ضخم بيننا، نحن متزوجين منذ 45 عامًا، وأنا أعشقه، ولكن لا استطيع تحمل هذا الأمر. لدي الكثير من الأصدقاء الجمهوريين وأحبهم، ولكن الأمر صعب عندما تكوني على علاقة برجل كنت تعتقدين سابقًا أنكم تقفان على نفس الأرض".
"تأثير الوباء"
قالت كاثرين إن أعداد المنضمات إلى المجموعة ارتفع بصورة واضحة خلال الأشهر الأخيرة الماضية، وأرجعت ذلك جزئيًا إلى انتشار كوفيد-19، وقالت مازحة: "نحن الآن محتجزات في المنزل مع هؤلاء الرجال".
وجدت كاثرين وغيرها من أعضاء المجموعة أن تصريحات وتعليقات ترامب بشأن نساء الضواحي مُضحكة، وأجمعن على أنه إذا كان الرئيس الأمريكي يهتم حقًا بالمرأة لاتبع استراتيجية أفضل في التعامل مع الوباء منذ فبراير الماضي.
"انقسام الأزواج"
وجدت دراسة بحثية أجريت عام 2016 أن أقل من ثلث الزيجات التي تجمع أشخاص من معتقدات سياسية مختلفة، يكون الأزواج جمهوريين وتكون المرأة ديمقراطية. قد يزداد هذا الفارق.
فاز بايدن في السباق الانتخابي عام 2020 بمتوسط 25 نقط بين الناخبات السيدات، بما في ذلك 34 نقطة في استطلاع نشرته سي إن إن في مطلع أكتوبر الماضي.
أبعدت النساء البيضاوات أنفسهن عن ترامب، وأظهرت استطلاعات رأي أجرتها سي إن إن منذ أبريل أن بايدن يتقدم بين الناخبات البيضاوات بنحو 13 نقطة. وبالمقارنة تصدّر ترامب بمتوسط خمس نقاط بين نفس الفئة في الأشهر القليلة التي سبقت انتخابات 2016.
حاول ترامب استمالة النساء في حملته الانتخابية خلال الأسابيع القليلة الماضية، وفي تجمع انتخابي في لانسينج، ميشيجان، وجه الرئيس الأمريكي حديثه للناخبات وقال إنه سيعيد اطفالهن إلى المدارس، وأزواجهن إلى العمل.
مع ذلك، قال محللون ل(سي إن إن) إن الأمر جاء بنتائج عسكية، إذ أنه استخدم لغة معادية للنساء وطبقية وتزيد من حدة الاستقطاب في المجتمع.