أفادت تقارير إعلامية أمريكية بترشيح الرئيس دونالد ترامب، قاضية محكمة الاستئناف الاتحادية المحافظة إيمي كوني باريت، لخلافة القاضية روث بادر جينسبرج في المحكمة العليا، في خطوة من شأنها أن تقلب الميزان الأيديولوجي المُهتز بالمحكمة، وتُمهّد الطريق أمام معركة ساخنة بين الجمهوريين والديمقراطيين قبل 5 أسابيع ونصف على الانتخابات الأمريكية. ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مصادر بالحزب الجمهوري، أمس الجمعة، إن ترامب وقّع على قرار ترشيح باريت (48 عامًا)، وهي قاضية محكمة الاستئناف الاتحادية المحافظة. وكان ترامب تعهّد في وقت سابق بترشيح امرأة لخلافة أيقونة الليبرالية جينسبرج، التي وافتها المنيّة الأسبوع الماضي عن عمر ناهز 87 عاما بعد صراع مع مرض السرطان. وكانت من أشد المدافعين عن حقوق المرأة سواء في حياتها المهنية كمحامية أو كقاضية. توصف باريت، المولودة في 28 يناير عام 1972 بنيو أورلينز، بأنها كاثوليكية متدينة. وهي متزوجة من مدعٍ فيدرالي سابق في ساوث بيند بولاية إنديانا، ولديهما 7 أطفال؛ اثنان منهم تم تبنيهما من هايتي وأصغر أطفالها البيولوجيين يعاني من متلازمة داون. ونسب لها مقال نُشر في مجلة عام 2013 القول "إن الحياة تبدأ من الحمل". الأمر الذي يمنحها أفضلية لدى المتدينين المحافظين الحريصين على إلغاء قرار 1973 التاريخي الذي شرع الإجهاض في جميع أنحاء البلاد. كما صوّتت باريت أيضا لصالح سياسات الهجرة المتشددة للرئيس ترامب وأعربت عن وجهات نظر تؤيد توسيع حقوق حيازة السلاح، بحسب هيئة الإذاعة لبريطانية "بي بي سي". قال عنها الديمقراطي إد ماركي في بيان، ليلة أمس الجمعة: "سجلها كقاضية يؤكد أنها ستمثّل تهديدًا واضحًا وقائمًا أمام حقوق الإجهاض، وحقوق المثليين، وحقوق العمل، وحقوق التصويت، والحقوق المدنية". بعد تخرجها من كلية الحقوق بجامعة نوتردام في إنديانا، عملت مع القاضي الراحل أنتونين سكاليا الذي توفي عام 2016، كما عملت كباحثة قانونية في نوتردام لنحو 15 عاما تقريبا، وفق محطة الشبكة التلفزيونية الأمريكية "بي بي إس". رشّحها ترامب لمحكمة استئناف الدائرة السابعة ومقرها شيكاغو، وأكد مجلس الشيوخ تلك الخطوة في تصويت جاء بأغلبية 55 صوتا مقابل 43 في أكتوبر عام 2017 بعد عملية صعبة. وكانت واحدة من الأسماء التي وضعها الرئيس في اعتباره لتحل محل القاضي أنتوني كينيدي في عام 2017. ويُتوقع أن يُعلن ترامب عن ذلك رسميًا الساعة الخامسة مساء اليوم السبت (بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة)، حسبما ذكرت صحيفة "يو إس إيه توداي". وفي حال تم التصديق على تعيين باريت في هذا المنصب الذي ستشغله مدى الحياة، ستصبح خامس امرأة على الإطلاق تعمل في المحكمة العليا، ليتم بذلك تعزيز الأغلبية المحافظة بأعلى محكمة في البلاد (6 قضاة محافظين مقابلة 3 ليبراليين)، وفق "يو إس إيه توداي" الأمريكية.
