تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الكبير عدلي كاسب ال 42، إذ رحل عن عالمنا في 13 سبتمبر عام 1978. تميز "عدلي" بأداء فريد وكان لديه القدرة على تجسيد كافة الأنماط، فقد برع في أدوار الشر، كما برع في أدوار الكوميديا، لهذا أطلق عليه الكثير "الفنان ذو الألف وجه"، و"عفريت السينما". في هذا التقرير نستعرض لكم حكايات عدلي كاسب: نشأته ولد عدلي عبد الحميد كاسب في منطقة فم الخليج بمصر القديمة في 12 أبريل 1918. بطل في رفع الأثقال تخرج "كاسب" في مدرسة "الفنون والصنايع" وعمل مدرسًا في كلية الهندسة بإدارة الورش، كان كذلك مشرفًا على النشاط الرياضي بالكلية من سباحة وكشافة وجوالة، حيث كان رياضياً متميزاً وأحد أبطال رفع الأثقال وظل دائمًا ممارسًا مستمرًا لعدد من الرياضات مثل كمال الأجسام والسباحة. ترك الهندسة تخرج الفنان عدلي كاسب في المعهد العالي للتمثيل عام 1949 في دفعة المعهد الثانية، وترك العمل بالهندسة وعمل مدرسًا للتمثيل بوزارة التربية والتعليم، عقب تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية، وانضم لفرقة المسرح الحديث عام 1950م ومنها إلى فرقة اسماعيل ياسين عام 1954م ثم فرقة الريحاني 1957م والتي ظل بها 10 سنوات. زواجه تزوج الفنان عدلي كاسب في سن التاسعة والعشرين من السيدة "آمال"، التي أنجبت أبنائه الأربعة "كاسب" خريج كلية الفنون الجميلة، "ممدوح" خريج كلية التجارة وعمل أيضًا فنانًا تشكيليًا وممثلاً، ثم "أمينة" خريجة الفنون جميلة، وأصغر ابنائه "إيهاب" خريج كلية الاعلام. علاقته بالسينما وفقًا لحوار ابنه الفنان ممدوح عدلي كاسب في برنامج "يسعد صباحك" على التليفزيون المصري، كان عدلي كاسب محبًا للتمثيل وقادر على معايشة أي شخصية يؤديها، لهذا أطلقوا عليه "الفنان ذو الألف وجه"، و"عفريت السينما". وعن الأدوار التي كرهها، قال ممدوح إن والده كره دور أبو جهل، في فيلم "هجرة الرسول" رغم براعته فيه، وذلك لأنه كان رجلا مصليا ومؤمنا، وكره أن يقرن اسمه باسم أبو جهل. أما عن أقرب أفلامه لقلبه، وأقربها لشخصيته الحقيقية، فهو دوره فيلم "لقاء في الغروب" فقد كان "طيب جدًا"، وفقا لشهادة نجله. علاقاته في الوسط الفني كان عدلي كاسب محبا لأسرته جدا، ويعشق الجلوس في المنزل، وكان من أصدقائه المقربين في الوسط الفني، عبدالمنعم إبراهيم، شكري سرحان، سعيد أبو بكر، صلاح سرحان، إبراهيم سعفان، وكان يحب حسن فايق، حب الأستاذ، وعندما أصيب الفنان الراحل حسن فايق بالشلل النصفي في نهاية حياته، كان كاسب الفنان الوحيد الذي يزوره باستمرار في منزله. أشهر أعماله السينمائية قدم الراحل عدلي كاسب العديد من الأعمال السينمائية الناجحة منها "البنت اللي قالت لا"، "أولاد الحلال"، "الحياة نغم"، "الكرنك"، "نغم في حياتي"، "مجانين بالوراثة"، "المخادعون"، "آدم والنساء"، "الصديقان"، "صراع مع الموت"، "نادية"، "شيء في حياتي"، "نحن لا نزرع الشوك"، "السفيرة عزيزة". أشهر أعماله التليفزيونية شارك الفنان عدلي كاسب في أعمالًا تليفزيونية أبرزها "الفلاح"، "الانتقام"، "الممكن"، "أشجان"، "صفارة سرحان"، "شهادة ميلاد"، "الدوامة"، "القضبان"، "على باب زويلة"، "المجهول"، "أحلام الفتى الطائر". وفاته مات عدلي كاسب، وهو مبتسم، وكان يستمع إلى القرآن من مقرئه المفضل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، ومات مثل أشقائه الثلاثة طه وإحسان وعطية، الذين توفوا جميعًا ب"أزمة قلبية". وتوفي كاسب، بعد إصابته بأزمة قلبية عقب عودته من بروفات عمل جديد مع الفنان حسن يوسف، والمخرج إبراهيم الشقنقيري، في 13 سبتمبر 1978، عن عمر ناهز 60 سنة.
