قبل انتشار فيروس كورونا المستجد داخل مصر كان المخرج مهند الدسوقي يُتابع أخباره، أدرك أن إجراءات الوقاية تحدث فارقًا في الحد من انتشاره، لذا شعر أن من واجبه توعية الناس عبر تصوير فيلم قصير عن "كوفيد – 19". في 22 مارس الماضي تم نشر الفيلم على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وجد تفاعلًا كبيرًا بين الناس التي وصلت إليها رسالة "خليك في البيت"، فيما تجاوز عدد المشاهدات المئة ألف عبر عدة صفحات. منذ ثلاثة أسابيع تقريبًا بدأ الدسوقي يُفكر في صنع فيلم قصير، يُشجّع فيه الناس على التواجد في المنزل لتقليل الاختلاط كما توصي وزارة الصحة المصرية، ورغم أن المؤشرات لم تكن سيئة في مصر "بس كنت شايف مهم يبقى في توعية خصوصًا إن كان لسة في تجمعات". فكّر الدسوقي برفقة كاتب السيناريو محمد المغربي في عمل فيلم توعوي "يبقى فيلم دقيقة زي لا للمخدرات"، لكن رسالته المنشودة وصلت إلى سبع دقائق "وقتها الأحداث تطورت هنا وحصل توقف الدراسة"، ولاحظ تصرفات البعض على الفيسبوك من سخرية بما يجري، وقتها أدرك أن من الضروري صناعة الفيلم. يحكي الفيلم بشكل متخيل عن مصر خلال 14 يوم، عبر مجموعة من الشباب التي لا تتعامل مع الوضع بجدية، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك سلبًا على الفترة الحالية، تمنى المخرج الشاب أن يؤثر فيلمه في المتلقي، يؤتي ثماره ويلتزم العديد من المواطنين بإجراءات السلامة، فيما اتخذ رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أول أمس عدة إجراءات وقائية في مقدمتها حظر التجمعات وحركة المواطنين من 7 مساء وحتى 6 صباحًا، فضلًا عن إيقاف وسائل النقل العام والخاص في الفترة نفسها. معظم أحداث الفيلم تم تصويرها داخل منزل، باستثناء المشهد الخارجي الذي كان في إحدى مناطق مدينة الإسماعيلية "اختارتها بعيد عن القاهرة عشان مفيهاش زحمة"، وانتهى تصوير الفيلم في 16 مارس الماضي. كان الدسوقي مُدركًا أنه يقوم بالتصوير في وقت صعب، فقد كان عليه إتباع تعليمات النظافة، وعدم التواصل بالأيدي، وهذا أكثر ما واجهه من صعوبة خلال التصوير "اتعاملت مع أكتر من خمسين شخص، فكنت حريص إني ملمسش حد أو أي حاجة حواليا"، فيما صاحبت المطهرات فريق العمل. ما إن تم نشر الفيلم تفاجأ الدسوقي بردود الأفعال عليه، حيث شاركه عدد من الفنانين على صفحاتهم، في إشارة إلى أن الرسالة التي يوجهها العمل هامة للغاية "حسيت إن الناس اتأثرت وكأني عملت عمل بطولي".
