قال مدير متحف قصر الأمير محمد علي بالمنيل، الأثري ولاء الدين بدوي، إن تاريخ إنشاء المسلات في مصر يرجع إلى حوالي 5 آلاف عام، حيث شيدت أمام المعابد، وكتب على أوجهها الأربعة اسم الملك، والسبب الذي دعاه إلى تشييدها، ومعظم الحقائق والإنجازات وملامح الحياة وقتها، مشيرًا إلى أن مدينة أسوان كانت هي مصدر حجر الجرانيت، الذي استخدمه الفراعنة في تشييد تلك المسلات. وأشار بدوي، في تصريح لوكالة "أنباء الشرق الأوسط"، بمناسبة مشاهدة الرئيس عبدالفتاح السيسي فيلم تسجيلي عن المسلات خلال افتتاح النسخة الثالثة لمنتدى شباب العالم بشرم الشيخ أمس، إلى وجود عدد كبير من المسلات المصرية الأثرية خارج الأراضي المصرية، حيث نهبها الرومانيون والفرنسيون أثناء الاحتلال الروماني لمصر والحملة الفرنسية؛ لولعهم بالحضارة الفرعونية، فيما أهدتها الأسرة العلوية لعدد من الدول الكبرى؛ لكسب ودهم لأنهم عرفوا قيمة الحضارة المصرية القدمية أكثر من حكامها. وكشف الأثري، عن أهم وأشهر تلك المسلات، مسلتا "كليوباترا" التي أقامهما الملك تحتمس الثالث قبل أكثر من 3500 عام، أمام معبد عين شمس، ثم نقلهما الإمبراطور أغسطس أمام معبد قيصر في السنة العاشرة ق.م، وعرفت المسلتان خطأ باسم مسلتي "كليوباترا"، وربما كان السبب في ذلك أن كليوباترا كانت البادئة في بناء معبد قيصر، ثم بعد وفاتها نقل "أغسطس" المسلتين فنسبتا إليها. وأوضح مدير متحف قصر الأمير محمد علي في المنيل الأثر، أن المسلة الأولى توجد حاليًا في حديقة سنترال بارك في نيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية، وأهدتها ابنة الخديوي إسماعيل إلى أمريكا بناء على رغبة الخديوي بعد افتتاح قناة السويس، ونقلت إلى هناك عام 1879، فيما توجد المسلة الثانية بالقرب من نهر التيمز في إنجلترا وأهداها والي مصر في ذلك الوقت محمد علي باشا عام 1831 لانتصار السير نيلسون على نابليون الفرنسي في معركة النيل، ولكن المسلة ظلت في الإسكندرية حتى عام 1878 حيث قام السير وليام جيمس ابراسموس ويلسون بنقلها إلى لندن بتكلفة تقدر ب10 آلاف جنيه إسترليني في ذلك الوقت. وأضاف بدوي، أن هناك 4 مسلات مصرية في باريس، ترجع منها إلى الملك رمسيس الثاني الذي شيدها أمام معبد الأقصر، وأهداها الوالي محمد علي إلى ملك فرنسا لويس فيليب، تقديرًا لجهود فرنسا في اكتشاف الحضارة المصرية القديمة، ونقلت إلى فرنسا عام 1833، وأقامها المهندس الفرنسي لوبا، في وسط ميدان "الكونكورد" بباريس بالقرب من مكان إعدام الملك لويس السادس عشر والملكة ماري أنطوانيت، في احتفال صاخب في أكتوبر 1836. وتابع، إن 3 مسلات أخرى انتقلت إلى باريس قبل مسلة "الكونكورد"، واحدة تتوسط ساحة (الونتابلو) وانتقلت مع نابليون بونابرت عندما تأكد من فشل الحملة الفرنسية على مصر، والثانية في (فنسان)، والثالثة في (أرل)، وتقل جميعها من الناحية التاريخية وفي الحجم عن مسلة الملك رمسيس الثاني، لافتًا إلى أنه يوجد في تركيا مسلة أخرى تعود للملك تحتمس الثالث في ميدان الخيل بالقرب من مسجد السلطان أحمد بأسطنبول، نقلت من مصر على يد الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس الأول. وكشف عن وجود 8 مسلات مصرية حاليًا في روما، وهي مسلة "لاترانيس" تعود لعصر الملك تحتمس الثالث/ تحتمس الرابع طولها 32.18 متر، أحضرها من إلى روما قنسطانطيوس الثاني عام 357م لتزين بها ساحة مكسيموس، وعثر عليها في 3 أجزاء منفصلة، واستعادت قوامها بطول أقل 4 أمتار مما كانت عليه، ووضعت في ساحة سان جيوفاني بالقرب من قصر لاتيران بعد إصلاحها. ولفت بدوي، إلى أن مسلة "الفاتيكان" - والتي تعود لعصر الملك أمنحوتب الثاني، وارتفاعها 25.5 متر - كانت موجودة في هليوبوليس، ثم نقلت إلى روما بواسطة الأمبراطور كاليجولا عام 38م؛ لتوضع في سبينا، وهي الآن موجودة في ساحة الفاتيكان (ساحة القديس بطرس) بأمر من البابا سيكستوس الخامس، أما مسلة "فيلامينو" تعود هذه المسلة لعهد سيتي الأول/ رمسيس الثاني ارتفاعها حاليًا 24 مترًا أحضرها أغسطس قيصر عام 10م؛ لتوضع في ساحة مكسيموس. وقال إن مسلة "سولاري" التي تعود لبسماتيك الأول وارتفاعها حاليًا 21.79 متر- أحضرها لروما أغسطس قيصر من هليوبوليس عام 10م، وتوجد حاليًا في ساحة بلاتزيو مونتيتشيتوريو في روما منذ عام 1792، أما مسلة "مينيرفيو" فهي تعود للملك إبريس (واح إيب رع) خامس ملوك الأسرة السادسة عشر، وارتفاع المسلة حاليًا 5.47 متر، أحضرها الإمبراطور ديوكلتيانوس؛ لتوضع بالقرب من معبد إيزيس في روما، وأعيد نصبها عام 1667 بواسطة البابا إلكسندر على قاعدة بشكل فيل خلف معبد بانشيون. وأضاف أن مسلة "دوجالي" تعود للملك رمسيس الثاني، وارتفاعها 6.34 متر نقلت إلى معبد إيزيس بإيطاليا وموضوعة حاليًا كنصب تكريمي لمعركة دوجالي بالحبشة، فيما توجد مسلة "ماتيانوا" التي تعود كذلك لرمسيس الثانى وارتفاعها 2.68 متر في فيلا كليمونتانا بإيطاليا.