عقارب الساعة كانت تشير إلى الخامسة والثلث مساء الأحد، تجلس السيدة سوزان مشهور على أريكة بصالة منزلها في منطقة القطامية على أطراف العاصمة، تمسك هاتفها المحمول تتنقل بين الأخبار عبر صفحتها بموقع "فيسبوك"، حتى وقعت عيناها على منشور جديد صادر عن المتحدث العسكري العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، انفرجت معه أسارير وجهها. عاقبت المحكمة العسكرية، اليوم، الإرهابي الليبي عبد الرحيم المسماري، المتهم الرئيسي في القضية رقم 160/2018 جنايات عسكرية غرب القاهرة والمتداولة إعلاميًا ب"حادث الواحات" بالإعدام شنقًا، و22 متهمًا بعقوبتي السجن المؤبد والمشدد وغيابيا بمعاقبة 10 متهمين بالسجن المؤبد والمشدد، وحضوريًا ببراءة 20 متهمًا. سعادة عارمة غمرت قلب والدة الشهيد النقيب إسلام مشهور، أول شهداء حادث الواحات الذي وقع في أكتوبر 2017. أسرعت إلى إعادة نشر "بوست" المتحدث العسكري. لا تجد الأم المكلومة كلمات تصف فرحتها، غالبت الدموع مقلتيها "أنا في منتهى السعادة حق ابنى رجع" موجهة رسالة لفلذة كبدها "ارتاح في جنتك.. أنا فخورة بيك.. دمك مرحش هدر". عامان لم تجف خلالهما دموع السيدة حزنًا على رحيل ابنها "سنتين عذاب علشان فراق ابني.. بس هو في مكان كويس.. إسلام و16 شهيد في جنات النعيم". لا تزل اعترافات الإرهابي الليبي لدى ضبطه باستدراجهم رتلاً أمنيًا بصحراء الواحات عالقة في ذهن "سوزان مشهور"، خاصة تأكيده استهداف عربة مصفحة تتقدم القوة بقذيفة آر بي جي، والتي كانت تقل النقيب "مشهور" ليسجل اسمه بحروف من نور ودماء زكية كأول شهيد في المأمورية قائلة "فرحانة انهم هيعدموا اللي كان السبب في استشهاد ابني". وجهت والدة الشهيد إسلام مشهور الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي وقضاء مصر الشامخ، مختتمةً حديثها "هسافر مخصوص أزور قبره واقولوا افرح حقك رجع". اقرأ ايضا: "مشهور ابن موت".. حفل عيد الأم على شرف شهيد مأمورية الواحات (حوار)
