واصلت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) بالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في مصر تقديم برامج التدريب الفنية لإجراءات كيفية رصد ومراقبة والتعامل مع حشرة دودة الحشد الخريفية Fall Armyworm، حيث تم اليوم اختتام المرحلتين الثانية والثالثة من التدريب. وذكرت "الفاو" في بيان اليوم أن المرحلتين الثانية والثالثة من البرنامج التدريبي استهدفت 63 مهندسا زراعيا من إخصائيي المكافحة في ثماني محافظات بجنوب مصر، هي أسوان والأقصر وقنا وأسيوط وسوهاج والمنيا وبنى سويف والفيوم، بالإضافة إلى المشاركين من الإدارة المركزية لمكافحة الآفات بالديوان العام للوزارة بالقاهرة، وبذلك يصل عدد المتدربين في المراحل الثلاث حوالي 100 متدرب. وتم التركيز في البرنامج على توفير كافة المعلومات المتعلقة بدودة الحشد الخريفية وسلوكها وأضرارها وأعراض الإصابة بها، وصياغة رؤية مستقبلية حول إجراءات منع دخول وانتشار دودة الحشد الخريفية إلى مصر، والمجهودات التي تقوم بها الفاو في التصدي لدودة الحشد الخريفية والبرنامج المعتمد من الفاو لرصد الآفة ومواجهتها في حال دخولها، إلى جانب مجهودات وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي المصرية في مواجهة هذا الآفة، بالإضافة إلى التدريب الحقلي على كيفية التعرف على الآفة وأعراضها والكشف عنها ونشر وإدارة المصائد الفرمونية. وفي كلمته الافتتاحية للبرنامج التدريبي، قال حسين جادين ممثل الفاو في مصر إنه "إيمانا بدروها بالعمل على تحقيق الأمن الغذائي، قامت الفاو بالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بتنظيم ثلاث دورات تدريبية خضع لها 100 إخصائي في مكافحة الآفات الزراعية من 8 محافظات بجنوب مصر، لتدريبهم على مواجهة خطر دخول وانتشار دودة الحشد الخريفية لمصر، وهو ما قد يترتب عليه خسائر كبيرة في عدد من المحاصيل الزراعية المصرية". وأضاف أنه تم خلال هذه البرامج توعية المتدربين بخطورة آفة دودة الحشد الخريفية وأهمية بذل كافة الجهود الممكنة والقيام بما يلزم من حملات توعوية بين المزارعين والمهندسين الزراعيين وكل من له صله بمواجهة هذه الآفة الخطيرة، التي يمكن أن تصيب أكثر من 80 نوعا نباتيا، وهو ما يضعنا أمام خطر حقيقي، يجعلنا كمنظمة دولية ندق ناقوس الخطر ونطالب باتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لمنع دخول وانتشار هذه الحشرة إلى مصر. ومن أبرز المحاصيل الهامة المهددة بالإصابة بهذه الحشرة هي محاصيل الذرة الشامية، الأرز، الذرة الرفيعة وكذلك محاصيل الخضر والقطن. وتعتبر المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في القارة الأمريكية هي الموطن الأصلي لهذه الآفة، وقد وصلت تلك الافة إلى أفريقيا في العام 2016 مما تسبب بخسائر هائلة في محصول الذرة في العديد من الدول التي تعاني من محدودية الإنتاج وعدم تحقق الأمن الغذائي، واستطاعت الآفة أن تنتشر إلى أكثر من 48 دولة في خلال ثلاثة أعوام بسبب قدرتها العالية على التكاثر والطيران. من جانبه، قال الدكتور على سليمان مستشار وزير الزراعة للحجر الزراعي والصحة النباتية "الهدف من هذا التدريب هو إعداد المدربين لتدريب المزيد من الأخصائيين الزراعيين على كيفية التعامل مع دودة الحشد الخريفية، خاصة بعد أن وصلت إلى السودان قريبا من الحدود المصرية، ومع بدء موسم زراعة الذرة بصعيد مصر، وهو ما يزيد من مخاطر دخول وانتشار تلك الآفة". بدوره، قال الدكتور أحمد عبد المجيد، مدير معهد بحوث وقاية النباتات "يجب علينا استشعار الخطر وتقدير المسؤولية الملقاه علينا في حماية الثروة الزراعية المصرية، ويعد إجراء تلك الدورة التدريبية بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة وحلول شهر رمضان المعظم هو أكبر دليل على حجم المخاطر وأن الأمر أصبح هام وعاجل ولا يمكن تأجيله بضع أسابيع لما بعد عيد الفطر، مما استلزم تنظيم ذلك التدريب الان". وأكد ثائر ياسين مسؤول وقاية النباتات في المكتب الإقليمي للفاو لمنطقة الشرق الأدنى وشمال افريقيا إن من أهم الأشياء التي يمكن للمزارعين القيام بها لمواجهة دودة الحشد الخريفية هو تفقد حقولهم وتفحص الزراعات بشكل منهجي ودائم وإبلاغ الجهات المسؤولة في حال الاشتباه في ظهور الآفة واتباع توصيات الجهات المحلية في مكافحتها، وبالنسبة للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة فسوف يساعدهم هذا التفحص المنهجى على تفهم دور العديد من العوامل الحيوية والطبيعية في زيادة أو تقليل الأثر الضار لدودة الحشد الخريفية، وتطوير طرق مبتكرة وفعالة لإدارة الآفة. تجدر الإشارة إلى أن الخسائر الناتجة عن انتشار الآفة في محصول الذرة في أفريقيا تقدر بحوالي 5 مليارات دولار مهددة أكثر من 300 مليون مزارع أفريقي تعتمد حياتهم على انتاج الذرة. وقد قدمت الفاو العديد من المساعدات التقنية والمادية للدول الافريقية المنكوبة بدخول الآفة، حيث قامت باستقدام العديد من الخبراء من دول أمريكا الجنوبية لنقل خبراتهم في التعامل والسيطرة على الآفة، كما قامت الفاو بتوفير العديد من البيانات الفنية والعلمية اللازمة للحكومات المحلية لاتخاذ التدابير الضرورية لتقليل الخسائر ومكافحة الآفة. وتهدف المنظمة حاليا من خلال برامج المدارس الحقلية إلى تدريب 10 ملايين مزارع أفريقي للتعامل مع خطر دودة الحشد الخريفية خلال خمسة أعوام. كما عمدت المنظمة لإنشاء منصة عالمية على شبكة الانترنت توفر من خلالها البيانات الأساسية والضرورية للتعامل مع الافة، وتتصل تلك المنصة بتطبيق يمكن تحميله على أجهزة الهاتف النقال الذكية لمساعدة المزارعين والاخصائيين الزراعيين على تسجيل بيانات التفحص والرصد ومشاركتها من الاخرين حول العالم.