يشارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة المُصغّرة للقادة الأفارقة المُقرر انعقادها في برلين، الأحد، خلال زيارته الحالية إلى ألمانيا المُستمرة لمدة أربعة أيام. وتضم القمة المُرتقبة رؤساء الدول والحكومات أعضاء المبادرة الألمانية للشراكة مع أفريقيا، في إطار مجموعة العشرين التي دعت إليها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. ويُلقي السيسي خلال أعمال القمة المُصغّرة، كلمة تتناول رؤية مصر في دفع وتعزيز جهود التنمية في أفريقيا، لاسيّما في ضوء تولّي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي العام المقبل، حسبما أكّد السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة. ومن المُقرر أن تجري مباحثات ثنائية بين السيسي وميركل لمناقشة سُبل تعزيز العلاقات على مختلف المستويات بين البلدين، على هامش القمة المُصغّرة. "مبادرة ألمانية" وتأتي القمة المُرتقبة في إطار مبادرة دعت إليها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل العام الماضي، بغية تعزيز التعاون الاقتصادي مع القارة الأفريقية، وإتاحة الفرصة لتحسين الظروف لجذب الاستثمار الخاص، بما في ذلك في مجالات البنية الأساسية للدول الأفريقية، بحسب تقرير صادر عن الهيئة العامة للاستعلامات. وبمقتضى المبادرة تتعاون الدول الأفريقية مع شركاء التنمية والمنظمات المالية الدولية المعنيّة بالأوضاع في أفريقيا، بما في ذلك بنك التنمية الأفريقي والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، للعمل علىوتنفيذ إجراءات تناسب أوضاع كل دولة على حدى، بحيث تأتي القرارات والإجراءات من داخل كل دولة دون أن تُفرض عليها من الخارج. وقال مسؤول فى وزارة المالية الألمانية -وقتذاك- إن منح هذه الأولوية لأفريقيا لا يعني أن ألمانيا تريد إعداد خطة مساعدة مالية هناك، ولكنها تسعى إلى إيجاد "فرصة لاجتذاب الاستثمارات والأرباح والوظائف"، انطلاقًا من أن الدعم السياسى الذى تقدمه مجموعة العشرين قد يجعل هذه الدول أكثر جاذبية لجهات التمويل الخاصة. وأعلنت المتحدثة باسم ميركل- آنذك- أن "التنمية الاقتصادية يجب أن تكون بوتيرة سريعة لتأمين مستقبل مناسب للشباب والحد بالتالى من ضغوط الهجرة". ونقلت صحيفة "تاغس شبيجل" الألمانية عن ميركل- وقتذاك: "نحتاج إلى مبادرة تتحدث مع إفريقيا، وليس عن إفريقيا"، موضحة أن "المساعدات أحادية الجانب لا تشكّل الطريق الصحيح لمساعدة القارة الإفريقية". "القمة المُصغّرة الثانية" ولا تُعد هذه القمة المُصغّرة الأولى؛ فقد عُقِدت القمة الأولى للشراكة مع أفريقيا في ألمانيا فى يونيه 2017، بحضور عدد من قادة الدول الأفريقية الذين وجهت لهم الدعوة وفى مقدمتهم الرئيس عبدالفتاح السيسى. وقال السيسي حينها "نُعوّل على المبادرة التى أطلقتها الرئاسة الألمانية لمجموعة العشرين للتعاون مع إفريقيا، والتى تقوم على خلق الشراكات مع المؤسسات الدولية، بهدف خلق مناخ موات لجذب الاستثمارات لإفريقيا بشكل مستدام، لتحفيز نمو الاقتصاد بها، وتوفير فرص العمل، ورفع معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما يحقق آمال الشعوب فى إيجاد سبل العيش الكريم، ويحد من تداعيات المشاكل التى تعانى منها القارة".
