في تصعيد جديد للأحداث على الحدود السورية الإسرائيلية، سقطت طائرة روسية، اليوم الثلاثاء، بالقرب من سوريا ما أسفر عن مقتل 15 عسكريًا كانوا على متنها. وتحمّل موسكو القوات الجوية الإسرائيلية اللوم، وتعهدت بالرد على تل أبيب بالطريقة المناسبة. وتقول تقارير إعلامية روسية إن إسرائيل لا تعي خطورة المأزق الذي ورطت نفسها فيه، مؤكدة أنها بذلك تخطت كل الخطوط الحمراء. ماذا حدث؟ أعلنت الدفاع الروسية، في الساعات الأولى من صباح اليوم، أن قاعدة حميميم الجوية في سوريا فقدت مساء أمس، الاتصال مع طاقم الطائرة الروسية فوق البحر المتوسط على بعد 35 كليومترًا، بالتزامن مع إعلان النظام السوري أن هجومًا صاروخيًا بحريًا استهدف مواقع في مدينة اللاذقية، وضرب قاعدة حميميم. وقالت الدفاع الروسية إن فرقاطة فرنسية أطلقت صواريخ قبالة السواحل السورية، وهذا ما نفته فرنسا لاحقًا. وبعد ساعات نشرت وزارة الدفاع الروسية بيانًا أوضح أن الطائرة سقطت بسبب خطأ غير مقصود اقترفته منظومة الدفاع السورية خلال تصديها للغارات الجوية التي شهدتها اللاذقية. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف إن الطيارين الإسرائيليين عمدوا إلى التستر بالطائرة الروسية، مما جعلها عرضة لنيران الدفاعات السورية التي تسببت بسقوطها، ومقتل 15 عسكريًا كانوا على متنها. وكشف بيان وزارة الدفاع الروسية أن تل أبيب لم تحذر القيادات الجوية الروسية في سوريا، ولكنها أبلغت عن عمليتها العسكرية من خلال الخط الساخن قبل دقيقة واحدة من تنفيذ الضربة، لذا لم تتمكن من ابعاد الطائرة إلى منطقة آمنة. ورجح بيان أن الإسرائيلين تعمدوا عدم ابلاغ الروس عن عمليتها العسكرية قبل مدة كافية كي لا تصل المعلومات للجانب الروسي وتفشل خططهم. كيف تعاملت روسيا مع الموقف؟ وتوعدت وزارة الدفاع الروسية برد قاس على أعمال تتنافى مع "روح الشراكة الروسية الإسرائيلية"، مؤكدة أن روسيا تحتفظ بحقها في القيام برد مناسب، حسب ما نقلته وكالة سبوتنيك الروسية. وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث الصحفي باسم الكرملين (بيت الحكم في روسيا)، إن موسكو تشعر بقلق بالغ بسبب الوضع. كما استدعت الخارجية الروسية السفير الإسرائيلي في موسكو على خلفية حادثة طائرة "إيل-20" في سوريا. واتصل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بنظيره الإسرائيلي ليبرمان، وأخبره أن كل اللوم يقع على إسرائيل في اسقاط الطائرة، حسبما نقلته تقارير إعلامية روسية. وأكد شويغو لنظيره الروسي أن تصرفات القوات الإسرائيلية غير مسؤولة، خاصة وأن قوات الاحتلال لم تُخبر القوات الروسية بأفعالها في سوريا. كيف ردت إسرائيل؟ رفضت حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي التعليق على اتهامات موسكو، وقالت إن القيادة السياسية والعسكرية لن يعلقوا حاليًا على الاتهامات بالتورط بسقوط طائرة "ايل-20" في سوريا، حسب ما نقلته وكالة سبوتنيك الروسية. وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، ردا على طلب تعقيب من وكالة الأنباء الروسية"سبوتنيك" : "نحن لا نعلق على تقارير من الخارج، في إشارة إلى تقرير وزارة الدفاع الروسية عن الهجمات في سوريا وفقدان طائرة استطلاع وعلى متنها طاقمها المكون من 14 شخصا".
