على الرغم من إحكام سيطرة وزارة التربية والتعليم على امتحانات الثانوية العامة، من ناحية التسريب قبل بدء اللجان، في الامتحانات التي بدأت في 3 يونيو الماضي، إلا أن الغش باستخدام الأجهزة التكنولوجية الحديثة، وتفنن الطلاب في كيفية إخفائها، لا يزال صداعًا في رأس القائمين على الامتحانات، وخاصة باللجان التي اشتهرت بالشغب. وقال مصدر مطلع داخل ديوان عام وزارة التربية والتعليم، إن لجان الشغب على مستوى الجمهورية عددها يصل إلى 70 لجنة، منهم 5 تصدرت أسمائهم صفحات الجرائد خلال الأسبوع الأول من الامتحانات هي: لجنة ببيلا بمحافظة كفر الشيخ، لجنة بالبداري بمحافظة أسيوط، لجنة بالحامول بكفر الشيخ، ولجنتين بمحافظة سوهاج. وقبل بدء الامتحانات اتخذت وزارة التربية والتعليم، عدة إجراءات لإحكام السيطرة على لجان الشغب، كما يقول خالد عبدالحكم، نائب رئيس عام الامتحان، مشيرًا إلى تركيب كاميرات ولكن خارج قاعات الامتحانات، وزيادة عدد أفراد التأمين إلى 8 أفراد بدلًا من 4 مثل باقي اللجان. ولفت عبدالحكم إلى رفض 50 طلبًا لطلاب المنازل لأداء الامتحان بتلك اللجان؛ لعدم توافر الشروط التي وضعتها وزارة التربية والتعليم، وعلى رأسها توفر محل إقامة للأب قبل الامتحانات بفترة لا تقل عن عام، موضحًا أن آخر موعد للتحويل بالنسبة لطلاب الثانوية العامة كان بتاريخ 15 نوفمبر الماضي. ونوه عبدالحكم، إلى أن الحالات بعد هذا الموعد أحيلت إلى الجهات الرقابية؛ لأنه لا يجوز قبول طلبات تحويل بعد الموعد المحدد إلا بقرار من وزير التربية والتعليم بنفسه، وهو ما لم يحدث. وقال الدكتور رضا حجازي، رئيس عام الامتحان، إن رؤساء اللجان المشهورة بالشغب جرى اختيارهم بشكل مركزي من قبل وزارة التربية والتعليم، وليس من خلال لجان النظام والمراقبة بالقطاعات، مؤكدًا أنهم على درجة عالية من الكفاءة. وأضاف حجازي، أن هناك أكثر من طريقة تكتشف بها الوزارة الغش الجماعي والشغب، فإذا لم يبلغ رئيس اللجنة عن حالة الغش الجماعي بلجنته، ستكتشفه لجان تقدير الدرجات من خلال تطابق إجابات الطلاب، لافتًا إلى أن تصحيح أوراق هذه اللجان يجري بعناية خاصة. وينتظر طلاب لجان الشغب، الحرمان من الامتحانات لمدة عام كامل بالدور الأول والثاني، وفقًا للقرار المنظم لحالات إلغاء الامتحان أو الحرمان منه. ولفت الدكتور رضا حجازي، إلى أن أزمة لجان الشغب، ترجع لطبيعة أماكن وجود تلك اللجان، فمثلًا لجان مركز دار السلام بمحافظة سوهاج، الواقعة في منطقة أولاد طوق، من أشهر اللجان التي اشتهرت بمحاولات الغش على مدار السنوات، نظرًا لطبيعة المنطقة الريفية التي تحكمها العائلات ذات النفوذ، وينتشر السلاح في أيدي البعض مهم. وتتمثل لجان الشغب بمركز دار السلام في مدرستي: الشيخ عبد الحميد رضوان الابتدائية، والتي استبعد حجازي رئيس لجنتها لتقصيره في عمله، بعد اكتشاف 5 حالات غش خلال امتحان الاقتصاد والإحصاء، إلى جانب لجنة دار السلام الإعدادية. أما مركز بيلا بكفر الشيخ، فبه أكثر من لجنة شغب كذلك مثل: لجنة الشهيد محمد لطفي العشري، ولجنة المعداوي الابتدائية، وهي اللجنة التي شهدت حالات شغب واشتباك مع المعلمين خلال امتحان الاقتصاد والإحصاء هذا العام. وتشتهر لجان بيلا بالشغب منذ العام الماضي 2016/ 2017، وحينها قرر الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، إلغاء امتحان 20 طالبًا لمدة عام، وإلغاء عقد الامتحان بإحدى اللجان، بعد حدوث واقعة شغب في امتحان اللغة الانجليزية، إلا أنه بعد أيام تراجع عن قرار إلغاء العام، واكتفى بإلغاء امتحان المادة للطلاب، والسماح لهم بدخول امتحان الدور الثاني. أما مركز البداري بمحافظة أسيوط، فهو من أشهر المراكز المشهورة لجانه بالشغب، حيث يحاصر الأهالي اللجان مستخدمين مكبرات الصوت لإذاعة إجابات الأسئلة بعد نشرها على موافق التواصل الاجتماعي. وشهد عام 2016، وهو عام تسريبات امتحانات الثانوية العامة، إحباط محاولة 120 طالبًا من أبناء المسؤلين وذوي النفوذ، إلى لجان الشغب بالمخالفة للقواعد، وتهديد رئيس لجنة مدرسة الجهاد الابتدائية، الأمر الذي اضطر رئيس اللجنة للاعتذار عن العمل. ولفت مصدر بديوان عام وزارة التربية والتعليم إلى زيادة عدد المراقبين المنتدبين للعمل بلجان الشغب بنسبة 50% مقارنة بباقي اللجان، تحسبًا للاعتذارات التي يقدمها المنتدبين كل عام بسبب ما يحدث بهذه اللجان. وأوضح المصدر، أن رؤساء اللجان بشكل خاص يتعرضون لتهديدات من ذوي النفوذ، ويخرج مراقبي تلك اللجان في ظل تأمين قوات الأمن. وأضاف خالد عبدالحكم، نائب رئيس عام الامتحان، أن طلاب لجان الشغب، لا يخرج منهم أوائل الثانوية العامة، ولا يحصلون على درجات عالية، مؤكدًا أن الغشاش يمكن أن ينجح ولكنه لا يحصل على درجات مرتفعة، كما أن هدف هؤلاء الطلاب مجرد النجاح والحصول على درجات متوسطة تتيح لهم فيما بعد الالتحاق ببعض الكليات.