التفاصيل الكاملة لترميم معبد هابو ب"الأسمنت"

أكد محمود موسى، مدير آثار المنطقة الجنوبية بالقرنة، أن ما أثير حول استخدام الأسمنت الأسود في ترميم أعمدة معبد "هابو" في البر الغربي بالأقصر، عار تماما من الصحة، وذلك عقب تداول مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، صورة لعامل يرمم أحد أعمدة المعبد بمادة تشبه الأسمنت.
وقال موسى لمصراوي، إن "المونة" المستخدمة في أعمال الترميم ليست من الأسمنت الأسود كما أثيرت، بل هي عبارة عن مواد طبيعية آمنة تماما ومن نفس المادة التي كان يستخدمها الفرعون المصري القديم.
وأوضح أن المواد الحديثة المستخدمة في الترميم مكونة من "الحجر الرملي والجير الأبيض وحيبة من الجبل وماء"، لافتا إلى أنه يتم استخدامهم ومعالجتهم قبل أيام بنسب معينة، كما يتم غربلة الرملة وتصفيتها من الأملاح تماما، مؤكدا أنهم لا يستخدمون الأسمنت الأسود إطلاقا بل كان يستخدم قديما وهم يعملون الآن على إزالتة وعمل ترميمات على الشكل الحديث .
وأكد موسى، أنه تواصل مع الأخصائي ومدير الترميم بالمعبد، عقب نشر الصورة للعامل، وأكدوا له أنهم لا يستخدمون الأسمنت الأسود "المونة" نهائيا، منوها إلى أن الوزارة ليس معها ميزانية لاستخدام الأسمنت الأسود أو الأبيض في الأساس.
من جانبه ، قال مصطفى الصغير، مدير عام آثار الأقصر ومعبد الكرنك، ومدير معبد هابو سابقا، إن هناك بعض المناطق الأثرية ضعيفة بسبب الملوحة ومنها من يتآكل لأسباب قديمة بسبب الزلازل وغيرها ويتم ترميمها بمواد قريبة من نفس المادة الخاصة بالحجر الرملي وتبنى من نفس نوع الحجر المرمم منه، ويتم عمل المونة من الحجر الرملي والحمرة والجير الأبيض ويتم ترميم الآثار بها لأنه لا يصح ترك الآثار بدون ترميم وتركها للأملاح حتى لا تأكلها وتسقط، ولذا يستوجب ترميمها.
ونوه الصغير لمصراوي، إلى أن المصريين في الماضي القريب كان يرممون الآثار بشكل خاطئ بسبب استخدام الأسمنت الأسود المستخدم في البناء العادي، وخطورته كبيرة على الأثر لأن لصق الأسمنت الأسود بالطبقة الخارجية للحجر الأثري خطأ وذلك، لأنه بعد مدة تسقط الطبقة الخارجية للحجر مما يترك تشوهات كبير للغاية في الأثر وقد تم وقف ذلك وإزالة الترميم القديم صاحب الأسمنت الأسود في الأقصر ومعبد هابو ومعالجتها بالمونة الحديثة المعالجة من نفس مادة الحجر وهو نوع من أفضل أنواع الترميمات وذلك بالتعاون مع جامعة شيكاغو الأمريكية.
وأوضح أن "المونة الحديثة" التي تستخدم في الترميم يضاف لها مادة من الحجر الرملي ونوع من أنواع الجير وحمرة وحيبة، ومواد طبيعية ونسبة معينة من المياه لمعالجة الأثر والحفاظ عليه، وليست مونة من الأسمنت على الإطلاق، مؤكدا أن ما نشر على الفيس بوك ليس صحيحا.
وكان عددًا من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك" تداولوا صورة لعامل أثناء قيامه بترميم أحد أعمدة معبد هابو بالبر الغربي باستخدام مادة تشبه الأسمنت، مما أثار جدًا كبيرًا في "الفضاء الإلكتروني".