واصلت المملكة العربية السعودية خطواتها نحو مواجهة الفكر الإخواني داخل البلاد، وآخرها كان تصريح من ولي العهد محمد بن سلمان حيث أشار إلى أن التنظيم المصنف إرهابيًا في مصر وعدد من الدول العربية الأخرى غزا نظام التعليم في السعودي، وأكد الأمير الشاب أنهم ماضون نحو "اجتثاث" كل من ينتمي إلي الجماعة أو فكرها أو من يتعاطف معها في فترة قصيرة. وجاءت تصريحات محمد بن سلمان خلال حوار مع قناة "سي بي إس" الأمريكية في منتصف الأسبوع، وذلك قبل توجهه إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية في جولة بدأت يوم الثلاثاء الماضي وتمتد لأسبوعين يزور فيها عدد من الولاياتالأمريكية من الشرق إلى الغرب، للوصول إلى اتفاقات عسكرية واقتصادية تماشيًا مع رؤية المملكة الجديدة "2030". وبدأت دول مصر والإمارات والبحرين والسعودية مقاطعة دبلوماسية مع قطر، وفرضوا عليها مطالب لإنهاء عزلتها جاء أبرزها تسليم القيادات الإخوانية المطلوبة في الدول الأربع وإنهاء دعمها للجماعات الإرهابية وعلى رأسها الإخوان المسلمين. "اجتثاث الإخوان" تعهد محمد بن سلمان بأن يقضي بشكل كامل على ما تبقى من فكر الإخوان المسلمين الذي غزا المدارس السعودية. وأكد في حواره مع "سي بي إس" الإثنين، إن "المدارس السعودية تعرضت لغزو من عناصر لجماعة الاخوان المسلمين، ولا يزال البعض منهم موجودا، ولكن في القريب العاجل سيتم القضاء عليهم نهائياً". وحينما واجهته المحاورة، نورا أودونيل، بسؤال حول التشدد الموجود في المدارس داخل المملكة العربية السعودية، لم ينكر ولي العهد السعودي وقال: "بالطبع سنقضي على التشدد، فلا توجد دولة في العالم تقبل تعرض نظامها التعليمي لغزو من أي جماعة متطرفة". وكانت السعودية بدأت التضييق على الدعاة المناصرين والمتعاطفين مع الإخوان المسلمين منذ العام الماضي، وكان أبرزهم الكاتب جمال خاشقجي الذي مُنع من الكتابة في عدد من الصحف السعودية بسبب تعاطفه مع التنظيم الإخواني. وكتب خاشقجي في أحد مقالاته التي تبعها عملية إيقافه إن "الإخوان المسلمين حركة مجتمعية تشاركية تحترم النظام القائم". المناهج أكد وزير التعليم السعودي أحمد بن محمد العيسى، أن بعض رموز جماعة الإخوان المسلمين الذين هربوا من مصر في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، تولوا مناصب في التعليم العام والجامعي بالمملكة. وكان الرئيس المصري جمال عبدالناصر قد بدأ حملة قوية ضد جماعة الإخوان المسلمين خلال فترة حكمه ما تسبب في هروب عدد من عناصرهم إلى دول الخليج العربي التي كان يجمع بعضها علاقات متوترة معه، لكن بعد عقود على رحيله بدأت السعودية في تنفيذ خطوات نحو محو الآثار التي سببتها هذه الهجرة. وأشار العيسى، في بيان له الأربعاء، إلى أن بعض المسئولين والمشرفين والمعلمين تأثروا بأفكار عناصر الجماعة فساهموا في "صياغة المناهج الشرعية ونظموا النشاطات الطلابية وفق منهج الجماعة المنحرف". وتابع الوزير القول "لم يتنبه الغيورون على الدين والوطن إلى خطر الجماعة إلا في وقت متأخر حيث بدأت الجهود ولاتزال لتخليص النظام التعليمي من شوائب منهج الجماعة". وكشف المسئول عن النظام التعليمي في المملكة عن خطوات بدأتها وزارته في محاربة "الفكر المتطرف" من خلال إعادة صياغة المناهج الدراسية وتطوير الكتب المدرسية. وأكد أيضًا أن السعودية تعمل على ضمان خلو التعليم بالمملكة "من منهج جماعة الإخوان المحظورة، ومنع الكتب المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين من جميع المدارس والجامعات، كذلك إبعاد كل من يتعاطف مع الجماعة أو فكرها أو رموزها من أي منصب إشرافي أو من التدريس، و التوعية بخطر فكر الجماعة من خلال الأنشطة الفكرية في الجامعات والمدارس". "حظر مؤلفات القرضاوي" وكانت المملكة قد أمرت، يونيو الماضي، بسحب كتب ومؤلفات، يوسف القرضاوي، من مكتبات الجامعات والكليات والمدارس وإدارات التعليم، وذلك بشكل عاجل في أعقاب إدراجه على قائمة الإرهاب التي أعلنتها أربع دول هي السعودية والإمارات والبحرين ومصر. واعتبر وزير التعليم السعودي آنذاك، أن أفكار القرضاوي تشكل خطرًا على فكر الطلاب والطالبات، ووجه بضرورة سحبها وعدم نشرها مستقبلًا. وألمح العيسى في بيانه الأخير إلى أن "استئصال فكر الجماعة المتطرف يحتاج إلى جهد متواصل وإلى يقظة واهتمام من كافة مسئولي الوزارة، نظراً لاختلاطه "بغيره من المدارس الفكرية الإسلامية، وتخفي بعض المتعاطفين مع الجماعة".