وحدهم القادرين على العيش بين أعشاش الصراعات، يتغذون على ما يعرف بالأزمات المفتعلة، فالطيور التي لا ترى النور طوال اليوم، تمكث حتى حلول الظلام لتمارس هوايتها في نصب شباكها واصطياد فرائسها، يتجسد لهم الكل في هيئة أعداء، مع كل أرض يرتادونها يضيفون لسجلهم المليء بالمعارضين هدفا جديدا. شخصية المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، اعتاد الجمهور على رؤيتها دائما في موقف المهاجم وصاحب اليد العليا في النيل من خصومه، لكن تظل دائما تصرفاته في حدود إطلاق التحذرات المصحوبة ببعض الشتائم والاتهامات للغير. وهناك على الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، وبالتحديد في اليونان، يعيش هناك إيفان سافيديس، رئيس نادي باوك سالونيكي، والمعروف هناك بأزماته المتكررة، ربما تكون النسخة الأكثر عنفا من شخصية مرتضى منصور. وخلال الساعات الماضية تصدرت أزمة إيفان سافيديس الرأي العام في أوروبا، بعد أحداث الشغب التي شهدتها قمة المرحلة الخامسة والعشرين للدوري اليوناني الممتاز بين آيك أثينا وباوك مساء أمس. كانت اللحظات الأخيرة من المواجهة شهدت أحداثًا استثنائية، بعد إلغاء حكم المباراة هدفًا لمصلحة باوك، ليقتحم رئيس باوك ملعب المباراة مشهرًا سلاحه الخاص في وجه الحكم، ما اضطر الأخير إلى إنهاء المباراة. مقارنة مرتضى منصور بأي رئيس نادي في الدوري المصري ربما تكون ظالمة، لذلك فدخوله في مقارنه مع رئيس نادي باوك اليوناني سيكون بها نوعا من الانصاف، كون الطرفين يجيدون اللعب في ميدان الأزمات . مرتضى منصور يملك مرتضى منصور تاريخا طويلا من افتعال الأزمات، فيحن كان رئيسا للنادي الأبيض في عام 2005، دخل في صدام مع حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد ورئيس الاتحاد المصري آنذاك, والتي بسببها تم منع مرتضى منصور من حضور نهائي كأس مصر لكرة اليد بين الأهلي والزمالك في مايو من نفس العام. مرتضى منصور لم يكتفي بموقف المشاهد، ليقرر اقتحام صالة ملعب استاد القاهرة الدولي المقامة عليها المباراة، ليعلن الحكم عن إلغاء المباراة وإعلان الأهلي بطلاً لكأس مصر على الرغم من تقدم الزمالك. الزمالك كان بطل الدوري في هذا الموسم، ليقرر مرتضى منصور بعد مباراة الكأس الشهيرة بشراء كأسًا ومنحه للاعبي الزمالك. أزمة الحذاء لم يمر عامين على أزمة نهائي كأس اليد، حتى افتعل مرتضى منصور أزمة جديدة في نهائي كأس مصر بين الأهلي والزمالك على ملعب استاد القاهرة. واشتبك مرتضى منصور في هذه المباراة مع أعضاء مجلس إدارة النادي الأهلي في حضور مندوب رئيس الجمهورية , كبير الياوران لتسليم الكأس للبطل. موقف مرتضى منصور تطور ليقوم رئيس نادي الزمالك برفع حذائه في المقصورة أمام الجميع، في لقاء إنتهى بتتويج الأهلي بلقب كأس مصر بعد الفوز بثلاثية نظيفة على الزمالك. نهائي الكأس كعادته لا يمكن أن يفوت مناسبة ليشعل فتيل الأزمة، فقبل 3 أعوام وفي نهائي الكأس بين الأهلي والزمالك، قرر مرتضى منصور النزول لأرض الملعب والإصرار على تسليم ميداليات المركز الثاني للاعبي النادي الأهلي. موقف مرتضى منصور قابله علاء عبد الصادق مدير الكرة بالنادي بالرفض، ليقابله هجوم من رئيس الزمالك على إدارة الأهلي ومديرة الكرة بالقلعة الحمراء. إيفان سافيديس إيفان سافيديس، ليس مجرد رئيس نادي باوك سالونيكي اليوناني، ويعد سافيديس واحد من الأسماء المعروفة في عالم المال والأعمال داخل اليونان. تتخطى سطوة رئيس نادي باوك، ميادين الكرة لتصل لملعب السياسة، كونه الصديق المقرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما أنه أحد أعضاء البرلمان. مالك ورئيس نادي باوك ولديه استثمارات بالمليارات في روسيا واليونان جزء منها في الدعاية والإعلان والإعلام. سلاح ناري شهدت احدى مباريات الدوري اليوناني واقعة مثيرة،حين تعرض الحكم جورجيوس كومينيس لهجوم من قبل إيفان سافيديس رئيس نادي باوك، في المباراة التي جمعت بين فريقي باوك وأيك أثينا، ضمن منافسات الدوري. ودخل رئيس نادي باوك لملعب المباراة بعدما ألغى حكم المباراة هدفًا لفريق باوك في اللحظات الأخيرة قبل انتهاء المباراة. وبعد إلغاء الحكم لهدف باوك على الفوز نزل رئيس النادي لأرض الملعب وحاول الاعتداء على الحكم ومعه حرسه الخاص، وفي حوزته سلاح ناري. ومن جانبه أعلن الحكم كومينيس إلغاء المباراة بالتعادل السلبي بين باوك وايك اثينا ، في انتظار قرار الاتحاد اليوناني بشأن ما حدث خلال المباراة. يذكر أن أيك أثينا يتصدر جدول ترتيب الدوري اليونانى برصيد 54 نقطة، بينما يحتل باوك المركز الثالث برصيد 49 نقطة. تجميد نشاط كرة القدم في أول رد فعل من لحكومة اليونانية قررت تجميد جميع أنشطة كرة القدم في البلاد، بعد أحداث الشغب التي شهدتها قمة المرحلة الخامسة والعشرين للدوري اليوناني الممتاز بين آيك أثينا وباوك مساء أمس. كانت اللحظات الأخيرة من المواجهة شهدت أحداثًا استثنائية، بعد إلغاء حكم المباراة هدفًا لمصلحة باوك، ليقتحم رئيس باوك ملعب المباراة مشهرًا سلاحه الخاص في وجه الحكم، ما اضطر الأخير إلى إنهاء المباراة. وتبعًا لوكالة الأنباء الفرنسية، قررت الحكومة اليونانية إيقاف جميع المسابقات الكروية، بعد تكرار أحداث العنف في الأسابيع الأخيرة، حيث تأجلت مواجهة باوك مع أوليمبياكوس بسبب اعتداء جماهير باوك على المدير الفني لمنافسهم في اللقاء.
