تصوير- إسلام فاروق: كانت لجنة الطفولة في نادي الصيد تحاول أن تُرشد أعضائها من سن 14 إلى 18 عام، سألو تلك الفئة العمرية عن الهواجس التي تُحيطهم بشأن المستقبل، فكان "التوهان" سِمة الإجابات كما تقول هالة توكل، أحد أعضاء اللجنة لمصراوي، لذا قرروا إطلاق برنامج تفاعلي لأجل هؤلاء الشباب لعله يرشدهم في طريقهم. في برنامج يمتد طيلة يومين؛ يُنظم نادي الصيد تدريب تفاعلي " Shooting club Set Upبين الشباب ومُحاضرين من مجالات مختلفة، بدأ صباح اليوم الجمعة بمارثون خيري وتلاه سلسلة ندوات وورشة عمل. على المسرح صعد أربعة مُحاضرين من مجالات شتى، الدكتور محمد عمر، ميرنا جلال، أحمد خليفة، وإسلام أبو الخير، حيث سرد كل منهم قصة نجاحه في عمله مثل الطب، الرسم، الاقتصاد، وأخيرًا أبو الخير الذي تغلّب على إعاقة جسدية بحصوله على بطولات محلية وعالمية في السباحة. تقول توكل إن ذلك يمنح الشباب خلفية عن نماذج مختلفة من الأعمال "ويفتّح عقلهم على إن في حاجات مختلفة تقدر تشتغلها لو حبيتها وجريت وراها"، تابع ذلك جلسة حديث لشباب لم تتعدَ أعمارهم العشرين "حبينا نوريهم إن في نماذج من نفس سنهم قادرين يعملوا اللي بيحبوه من غير حجج بإن مفيش وقت أو إحنا لسة صغيرين". بالإضافة إلى الندوات، ينظم النادي ثلاث ورش عمل، في الحدث الذي يرعاه عدد من المؤسسات من بينها مستشفى أبو الريش للأطفال، جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، ومؤسسة أونا للصحافة والإعلام، والتي تضم المواقع الصحفية (مصراوي- يالا كورة- أونا- الكونسلتو). حين أخذت هنا محمد، إحدى المتحدثات الشابات في الفعالية، تحكي عن تجربتها المريرة مع زملاء الدراسة، وتستعيد كيف كانوا يمارسون التنمُر عليها، وما تركه ذلك في نفسها من أثر عميق وفقدان بالثقة في النفس، كانت جنى تجلس وسط الحاضرين وتشعر بما يُقال، لأنها مرّت بتلك التجربة أيضًا. بالنسبة لجنى صاحبة ال13 ربيعًا، فقد تعرّضت في صغرها إلى السُخرية من رفاق نفس الصف الدراسي بسبب تلعثمها في الحديث، "كنت بعاني من الموضوع ده، بس حسيت إن مهما حصل لازم يبقى عندي أمل ومتكسفش من نفسي، وكمان يبقى ليا شخصيتي وأتكلم بجرأة". بالنسبة لتوكل، فإن الحديث الذي دار في الندوات يتعدى مجرد كونه نصائح أو حكي لتجارب شخصية "كل واحد من اللي قاعدين عنده حاجة شبه اللي اتقال، حد اتمارس عليه عنف بشكل ما، حد كان عنده تجربة قاسية عيشته فترة في حالة من اليأس والإحباط، حد تاني قدر يبقى مميز في حاجة بيحبها، أكيد في حاجة هتلمّس من الكلام عندهم". وتضيف توكل أن إدارة النادي تسعى إلى إطلاق نفس فكرة الفعاليات لفئات عمرية أخرى مختلفة مثل الفترة بين ال18 و25 عامًا، و25 إلى 30 عامًا، فيما تقول دكتور إيمان كريم، عضو مجلس إدارة النادي إن البرنامج التدريبي يُعّد الأول من نوعه داخل نادي الصيد، فيما أخذ مدة شهرين من المنظمين، عبير سليم، هالة توكل، آية علام، محمد لٌطيّف، ومروة محمد. وتعبر كريم عن سعادتها بانطلاق مثل تلك الفعاليات، حتى ينخرط الشباب في دوائر مختلفة من النشاطات مثل الخيرية، والتي بدأ بها البرنامج في صباح اليوم، من خلال مارثون رياضي شهده مضمار الجري، لصالح مستشفى أبو الريش للأطفال.
