استقبل الدكتور شوقي علام - مفتي الجمهورية، في مكتبه اليوم الخميس، وفدًا من إندونيسيا يضم "وزير الشئون الدينية وسفير إندونيسيا بالقاهرة ورئيس رابطة خريجي الأزهر وعددًا من الإعلاميين"؛ لبحث أوجه تعزيز التعاون في مجال مكافحة التطرف والإرهاب، وتصحيح المفاهيم المغلوطة. وقال مفتي الجمهورية، إن دار الإفتاء اتخذت عدة إجراءات في سبيل مواجهة الأفكار المتطرفة التي هي سبب الأحداث الإرهابية التي اجتاحت عددًا من دول العالم، منها إنشاء مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتطرفة، الذي يرصد ويحلل ويكتب تقارير عن كل ما تنشره التنظيمات. وشدد المفتي على أهمية التأهيل الإفتائي لمن يتصدى للفتوى محذرًا من تصديق كل ما ينشر أو يقال على الشبكة العنكبوتية من غير المتخصصين لأنها ثورة معلومات وليست ثورة علم، فالعلم مكانه في الجامعات والمعاهد الدينية المتخصصة والرسمية. وأبدى المفتي استعداد دار الإفتاء للمزيد من احتضان وتدريب العلماء على الفتوى من خلال دورات تدريبية تأهلية على الإفتاء المنضبط. ولفت إلى أن دار الإفتاء تؤكد دعمها الكامل لمسلمي إندونيسيا، وأنها على استعداد لتقديم كافة أشكال الدعم الشرعي للمسلمين هناك، وإمدادهم بكافة الإصدارات التي تواجه الفكر المتطرف مترجمة إلى الإندونيسية وغيرها من اللغات. وعبَّر الضيوف عن امتنانهم لما يجدونه من دعم لمسلمي إندونيسيا من الأزهر الشريف ودار الإفتاء، مؤكدين أن المسلمين هناك يشعرون بالدور المهم للمؤسسات الدينية في مصر. ووجه المفتي عدة نصائح للمسلم الإندونيسي، بضرورة أن يكون مسلمًا إيجابيًّا، وأن يهتم بالجوهر والمعاملات الحسنة مع الآخرين وألا يقوقع نفسه على التدين الشكلي فقط. وأوضح، أن المسلمين الأوائل الذين دخلوا إندونيسيا لم يتكلموا كثيرًا ولم يهتموا بالوعظ فقط، بل نشروا الإسلام من خلال المعاملات الراقية التي تحترم العقول المختلفة والتي تخاطب القلوب المتعددة، وهذا ما نحتاجه الآن. وأهدى المفتي الضيوف عدة نسخ من مجلد يضم آخر 10 أعداد من مجلة "Insight" باللغة الإنجليزية التي ترد على مجلة "دابق" ويصدرها تنظيم "داعش".
