ساهمت أول تغريدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالعام الجديد في توتر العلاقات بين بلاده وباكستان بعد أن اتهم الأخيرة بالاكاذيب والخداع، وهو ما أثار أزمة دبلوماسية بين البلدين. ويستخدم ترامب موقع التغريدات القصيرة تويتر بشكل كبير في الهجوم على خصومه ووسائل الإعلام. أعرب وزير الدفاع الباكستاني خرم دستغير عن استيائه من تغريدات ترامب أمس الاثنين، التي اتهم فيها باكستان بالأكاذيب والخداع – بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية. وكان دونالد ترامب كتب في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، يوم الاثنين، "الولاياتالمتحدة منحت باكستان أكثر من 33 مليار دولار على هيئة مساعدات على مدار الخمسة عشر عاما الماضية، وفي المقابل لم تقدم باكستان سوى الأكاذيب والخدع، معتقدين أن القادة الأمريكيين أغبياء". وأضاف "باكستان منحت جنة أمنة للإهابيين الذين نطاردهم في أفغانستان". فكتب دستغير ردا على تغريدة ترامب "أن باكستان حليف أمريكي معادي للإرهاب، منح واشنطن قواعد عسكرية جوية وبرية، بالإضافة إلى التعاون المخابراتي الذي تتبع القاعدة على مدار 16 عاما، بينما لم تعطي الولاياتالمتحدة سوى الخداع وعدم الثقة. من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الباكستاني خواجة آصف لتلفزيون جيو الباكستاني "لقد أخبرنا الولاياتالمتحدة أننا لن نفعل المزيد، لذا فإن " لا أكثر" التي قالها ترامب ليس لها أي أهمية". وأضاف "كما أن الحكومة الباكستانية على أتم استعداد أن تنشر كل تفصيلة تشير إلى مساعدات تلقتها باكستان من أمريكا"، مشيرا إلى أن بلاده عملت على مقاومة الإرهاب على حدودها. "مساعدات أمريكية" أما المتحدث باسم البيت الأبيض راج شاه فأشار إلى أن البيت الأبيض لا يخطط إلى إنفاق 225 مليون في العام المالي الجديد لصالح المساعدات العسكرية التي تتلقاها باكستان والمعتمدة من الكونجرس. ووفقا لتقرير نوفمير الصادر من مركز أبحاث الكونجرس فإن الولاياتالمتحدة خصصت 34 مليار دولار بشكل مساعدات مباشرة وتعزيزات عسكرية منذ 2002، مع تقديم المساعدة الأمنية والاقتصادية المقترحة بمبلغ 345 مليون دولار لهذه السنة المالية. وهذا الرقم يمثل انخفاضا كبيرا عن مبلغ 526 مليون دولار المخصص في السنة المالية 2017. "استدعاء للاحتجاج" استُدعي السفير الأمريكي في باكستان، ديفيد هيل، إلى وزارة الخارجية الباكستانية يوم الاثنين لإبلاغه بالاحتجاج على تغريدة ترامب. وشدد وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، على الضغط أيضا على باكستان بشأن ما تراه الولاياتالمتحدة دعما لحركة طالبان في أفغانستان. إلا أن تصريحات الرئيس ترامب أشار إلى أن الجهود الدبلوماسية الأخيرة للتوصل إلى أرضية مشتركة مع باكستان في المنطقة وتحقيق السلام في أفغانستان، قد يكون مصيرها الفشل. علاقات متدهور وتوترت العلاقات بين البلدين منذ اتهام ترامب لإسلام آباد بدعم "عملاء الفوضى"، وذلك في الوقت الذي قدم فيه ترامب استراتيجيته الجديدة بشأن أفغانستان في أغسطس من العام الماضي، حيث طالب خلالها باكستان بالتصدي لحركة طالبان وشبكة حقاني. وتدهورت العلاقات بين البلدين، حينما أعلنت السلطات الباكستانية رفع الإقامة الجبرية عن الإسلامي حافظ سعيد، زعيم منظمة "عسكر الطيبة" الإرهابية، في نوفمبر من العام الماضي. وكانت الولاياتالمتحدة قد صنفت سعيد إرهابياً بعد سلسلة من التفجيرات المميتة في مومباي في عام 2008 والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 160 شخصا، من بينهم مواطنون أمريكيون. ولا تعد هذه المرة الأولى التي يتهم فيها مسؤول أمريكي باكستان بتوفير ملاذات آمنة للإرهابين، إذ انتقدت وزارة الخارجية الباكستانية، في ديسمبر الماضي، الولاياتالمتحدة بعد ساعات من تصريحات نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، بأن الإدارة الأمريكية تحذر باكستان من توفير ملاذ آمن للتنظيمات الإرهابية. وقالت "إن تصريحات بنس، تختلف عن المحادثات الأخيرة بين مسئولى البلدين".