لم يتردد الشيخ طه رفعت في الذهاب إلى مسجد الدسوقي، ليلقى خطبة الجمعة بعد استهداف كنيسة مارمينا بحوان التي تقع بالقرب من مسجده، وخطواته متثاقلة حزنا على الحادث الإرهابي. وصل الشيخ العشريني إلى مسجده، قبل نصف الساعة من إلقاء خطبة الجمعة، التي تصادف فحواها عن القرآن الكريم ودوره في ترسيخ القيم الإنسانية في النفوس، إضافة إلى منهج كتاب الله في التعامل مع أهل الكتاب، يقول "رفعت" لمصراوي "خطبة الجمعة كانت متماشية مع حادث الكنيسة فكان لازم اتكلم عن الحادثة لغيرتي على بلدي". حان وقت اعتلاء المنبر، بخطوات غاضبة يتخللها صمت، وجهه فمه نحو الميكرفون، ليبدأ خطبته مُعلقاً على حادث الكنيسة "لابد من التعامل السلمي مع أهل الكتاب وحماية كنائسهم ضمن الواجبات التي فرضها علينا الإسلام، ومن يقتل دفاعا عن أي كنيسة يعتبر شهيد من الشهداء". وعن تفاصيل الحادثة، لم يُجيب الشيخ طه كونه كان في المنزل وعلم بالأمر من خلال أحد العاملين بالجمعية الدسوقية، فيما دعا بالرحمة للشهداء وتلاحم القوى الوطنية لمواجهة الإرهاب. التقط أنفاسه ومضي يقول إن الدين الإسلامي لم يدعو لقتل دماء الأبرياء، لأنه دين رحمة وأخلاق، ومن ثم استكمل مضمون خطبته الرسلة من وزارة الأوقاف، وبعد ذلك تلقى اتصالا هاتفيا من الشيخ شهاب عبد الحليم مدير أوقاف حلوان ليتفق معه على جمع أئمة حلوان وزيارة الكنيسة قبل صلاة المغرب.